منتديات الفطاحله

منتديات الفطاحله (http://www.ftahilah.com/index.php)
-   طفلك وأسرتك (http://www.ftahilah.com/forumdisplay.php?f=277)
-   -   ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟ (http://www.ftahilah.com/showthread.php?t=19325)

السفيرة 21-02-2008 02:38 PM

ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
[color=#4B0082]يظهر التوحد بوضوح في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويعرف بأنه عجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية، والتواصل اللفظي وغير اللفظي واللعب التخيلي والإبداعي وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على الطرق التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة الدماغ مسببة مشكلات في المهارات الاجتماعية تتمثل في: عدم المقدرة على الارتباط، وخلق علاقات مع الأفراد، وعدم القدرة على اللعب واستخدام وقت الفراغ، وعدم القدرة على التصور البناء.
أما مهارات التواصل فهي تكمن في عدم القدرة على التعبير عن الذات تلقائياً وبطريقة وظيفية ملائمة، وعدم القدرة على فهم ما يقوله الآخرون، وعدم القدرة على استخدام مهارات أخرى بجانب المهارات اللفظية لمساعدة الفرد في القدرة على التواصل، أما مشكلة التأقلم مع البيئة فهي تكمن في عدم القدرة على القيام بعمل وأداء وظيفي بفاعلية في البيئة وعدم القدرة على مسايرة وتحمل التغيرات في البيئة والتعامل معها.
الأعراض السلوكية الشائعة للتوحد
الطفل المصاب بالتوحد يصعب إدارته بسبب سلوكياته ذات التحديث، وبالرغم من هذا فإن السلوكيات الصعبة التي يبديها الطفل التوحدي هي عقبة ثانوية للتوحد. والتوحد ليس فقط مجموعة من السلوكيات العديمة الهدف والغريبة والشاذة والفوضوية؛ ولكنه مجموعة من النواقض الخطيرة التي تجعل الطفل قلقاً، غاضباً، محبطاً، مركباً، خائفاً، مفرط الحساسية، وتحدث السلوكيات الصعبة لأنها هي الطريقة الوحيدة التي يستجيب عبرها الطفل للأحاسيس غير السارة، وتحدث السلوكيات بسبب أن الطفل يحاول إيصال رسالة ما إلى الآخرين فيستخدم هذه السلوكيات الشاذة ليصل إلى احتياجاته أو بما يحسه وما يطلبه من تغير فيما حوله أو كطريقة المسايرة والتعامل مع الإحباط .


وتتلخص بعض هذه السلوكيات في:

· مقاو مة التغير
· السلوك الاستحواذي والنمطي.
· السلوك العدواني وإيذاء الذات
· سلوك العزلة والمقاطعة.
· نوبات الغضب.
· المناورة مع الأفراد والبيئة المحيطة
· الضحك والقهقهة دون سبب
· الاستثارة الذاتية
· عدم إدراك المخاطر

· مسببات التوحد

هناك دليل على أن التوحد هو مشكلة عصبية مع وجود أسباب متعددة مثل الاضطرابات الأيضية، وإصابات الدماغ قبل أو بعد الولادة أو العدوى الفيروسية أو الأمراض، وبالرغم من هذا فإن العوامل المحددة لم يتم تحديدها بشكل يمكن أن يعول عليه، وما زال العلماء حتى الآن لا يدركون بالتأكيد ما يسبب التوحد، إلا أن الحال يشير إلى أن أي شيء يمكن أن يسبب ضرراً أو تلفاً بنيوياً أو وظيفياً في الجهاز العصبي المركزي يمكن له أيضاً أن يسبب متلازمة التوحد، وأشارت بعض التقارير إلى إمكانية حدوث اضطراب الطيف التوحدي الذي يؤثر في نمو الدماغ قبل أو خلال أو بعد الولادة.

· من صفات الطفل التوحدي..!

· لا يهتم بمن حوله ويبدو كأنه لا يسمع.
· يقاوم الاحتضان
· لا يدرك المخاطر
· الأطفال الذين لديهم لغة يرددون الكلام كالببغاء
· لا يشارك الآخرين اللعب
· لديه نشاط زائد وملحوظ أو خمول مبالغ فيه.
· ضحك أو بكاء عشوائي مع نوبات غضب شديدة في بعض الحالات.
· يقاوم التغير في الروتين
· ليس لديه توصل بصري
· يستمتع بلف الأشياء بشكل مستمر
· تعلق غير طبيعي بالأشياء
· نقص في الخيال والإبداع عند اللعب
· وجود حركات متكررة غير طبيعية تظهر في حركات الجسم أو أثناء مسك الأشياء

العلاج الطبيعي...

وفقاً لهذا الأسلوب العلاجي يتم التأكيد على النشاطات الجماعية تحت إشراف معلمين ومدربين يتولون توجيه الأطفال التوحديين خلال ممارستهم للنشاطات البدنية المكثفة عالية التنظيم بحيث لا تسمح للطفل التوحدي بالانسحاب من النشاط ثم التقوقع في عالمه الخاص، وهذا النشاط أعطى نتائج إي جابية فيما يتعلق بتمكين الأطفال التوحديين من المشاركة والتفاعل في النشاطات الاجتماعية .


التدريب على المهارات الاجتماعية

يهدف هذا التدريب على مساعدة الأطفال والبالغين التوحديين على التفاعل الاجتماعي وللأهمية البالغة للجانب الاجتماعي لا بد أن يمثل جزء أساسيا من البرامج التربوية والتدريبية التي تقدم للتوحديين ومن الأمثلة على برامج التدريب الاجتماعية تدريب البالغين التوحديين على كيفية إجراء اتصال هاتفي، وكيف يقف بأدب في انتظار دورة عند التسوق




لكم تحيااتي [/color]

ســُلاف 23-02-2008 09:43 AM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
السفيرة موضوع مهم قرأت عنه كثيراً
الله يحمي اطفالنا يارب ويبعد عنهم كل مكروه
جزاك الله خير

راجي الحاج 23-02-2008 01:18 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
[align=center][color=#00008B]شكرا اختنا السفيره

ولكنني اعرف ان معظمهم من العباقره وخاصة في عالم الشبكة العنكبوتيه في ايامنا

لا اعلم صحة هذه المعلومة من عدمها00[/color][/align]

السفيرة 23-02-2008 04:25 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
اللهم اميييييييييين
سلاف مشكوره يالغلا على مرورك

تحياتي

السفيرة 23-02-2008 04:27 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
شاكره مرورك اخوي راجي ومااعرف اذا عباقره او لااحتماال

يعطيك العاافيه .........تحيااتي

فرحان العنزي 23-02-2008 05:53 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
موضوع قيم
لكن يكون نبوغه في فرع من فروع العلم فقط وليس على كل حال ولكن بشرط اكتشاف هذا النبوغ
وقد شاهدت فلم امريكي يتحدث عن رجل فيه توحد وكان عبقري في المسائل الحسابية




هذا وقد عملت دكتورة امريكية هي وزوجها دراسة على ابنهما المصاب بالتوحد وكذلك عملوا التجربة لى 50 طفل في احدى الولايات وقد اثبتت التجربة ان الاطعمة لها دور كبير في التوحد
لي عودة

ســُلاف 23-02-2008 06:33 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
من بعد اذنك السفيرة
بإنتظار عودتك السمو أل

فرحان العنزي 23-02-2008 06:39 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
كنت اعمل في مدرسة وكان في المدرسة اخصائي نفسي يشخص الاطفال
فكان يقول انه صعب اكتشاف التوحد لأن له اشكال كثيرة وكان عندنا طفل في المدرسة يبكي كل صباح الى ان يأتي معلمه ويأخذه ثم يسكت الطفل فكنت اقول له بأن الطفل لاتشمله اعراض التوحد التي قرأت عنها فكان يبرر لي بأن التوحد في الوطن العربي لايوجد فيه احد متخصص بشكل دقيق لهذا المرض وبناء على ذلك صرت ابحث في هذا المرض واستنتجت ان الاكل له دور كبير في التوحد وتجنب بعض المأكولات قد يخفف المرض عند الطفل

لي عودة

فرحان العنزي 23-02-2008 06:42 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
التوحـــد
التوحـــد:هو إعاقة متعلقة بالنمو عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. وهي تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ، ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من بين 500 شخص. وتزداد نسبة الإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة 4:1، ولا يرتبط هذا الاضطراب بأية عوامل عرقية، أو اجتماعية، حيث لم يثبت أن لعرق الشخص أو للطبقة الاجتماعية أو الحالة التعليمية أو المالية للعائلة أية علاقة بالإصابة بالتوحد.

ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل communication skills . حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية. حيث تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي. حيث يمكن أن يظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكاً متكرراً بصورة غير طبيعية، كأن يرفرفوا بأيديهم بشكل متكرر، أو أن يهزوا جسمهم بشكل متكرر، كما يمكن أن يظهروا ردوداً غير معتادة عند تعاملهم مع الناس، أو أن يرتبطوا ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلاً، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير. وفي بعض الحالات، قد يظهر الطفل سلوكاً عدوانياً تجاه الغير، أو تجاه الذات.

أشكال التوحد:عادة ما يتم تشخيص التوحد بناء على سلوك الشخص، ولذلك فإن هناك عدة أعراض للتوحد، ويختلف ظهور هذه الأعراض من شخص لآخر، فقد تظهر بعض الأعراض عند طفل، بينما لا تظهر هذه الأعراض عند طفل آخر، رغم أنه تم تشخيص كليهما على أنهما مصابان بالتوحد. كما تختلف حدة التوحد من شخص لآخر.

هذا ويستخدم المتخصصون مرجعاً يسمى بالـ DSM-IV Diagnostic and Statistical Manual الذي يصدره اتحاد علماء النفس الأمريكيين، للوصول إلى تشخيص علمي للتوحد. وفي هذا المرجع يتم تشخيص الاضطرابات المتعلقة بالتوحد تحت العناوين التالية: اضطرابات النمو الدائمة Pervasive Developmental Disorder (PDD)، التوحد autism، اضطرابات النمو الدائمة غير المحددة تحت مسمى آخر PDD-NOS (not otherwise specified)، متلازمة أسبرجر Asperger’s syndrome، ومتلازمة رَت Rett’s syndrome، واضطراب الطفولة التراجعي Childhood Disintegrative Disorder. ويتم استخدام هذه المصطلحات بشكل مختلف أحياناً من قبل بعض المتخصصين للإشارة إلى بعض الأشخاص الذين يظهرون بعض، وليس كل، علامات التوحد. فمثلاً يتم تشخيص الشخص على أنه مصاب "بالتوحد" حينما يظهر عدداً معينا من أعراض التوحد المذكورة في DSM-IV، بينما يتم مثلاً تشخيصه على أنه مصاب باضطراب النمو غير المحدد تحت مسمى آخر PDD-NOS حينما يظهر الشخص أعراضاً يقل عددها عن تلك الموجودة في "التوحد"، على الرغم من الأعراض الموجودة مطابقة لتلك الموجودة في التوحد. بينما يظهر الأطفال المصابون بمتلازمتي أسبرجر ورت أعراضاً تختلف بشكل أوضح عن أعراض التوحد. لكن ذلك لا يعني وجود إجماع بين الاختصاصيين حول هذه المسميات، حيث يفضل البعض استخدام بعض المسميات بطريقة تختلف عن الآخر.

أسباب التوحد:لم تتوصل البحوث العلمية التي أجريت حول التوحد إلى نتيجة قطعية حول السبب المباشر للتوحد، رغم أن أكثر البحوث تشير إلى وجود عامل جيني ذي تأثير مباشر في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث تزداد نسبة الإصابة بين التوائم المطابقين (من بيضة واحدة) أكثر من التوائم الآخرين (من بيضتين مختلفتين)، ومن المعروف أن التوأمين المتطابقين يشتركان في نفس التركيبة الجينية. كما أظهرت بعض صور الأشعة الحديثة مثل تصوير التردد المغناطيسي MRI و PET وجود بعض العلامات غير الطبيعية في تركيبة المخ، مع وجود اختلافات واضحة في المخيخ، بما في ذلك في حجم المخ وفي عدد نوع معين من الخلايا المسمى "خلايا بيركنجي Purkinje cells. ونظراً لأن العامل الجيني هو المرشح الرئيس لأن يكون السبب المباشر للتوحد، فإنه تجرى في الولايات المتحدة بحوثاً عدة للتوصل إلى الجين المسبب لهذا الاضطراب.

ولكن من المؤكد أن هناك الكثير من النظريات التي أثبتت البحوث العلمية أنها ليست هي سبب التوحد، كقول بعض علماء التحليل النفسي وخاصة في الستينيات أن التوحد سببه سوء معاملة الوالدين للطفل، وخاصة الأم، حيث إن ذلك عار عن الصحة تماماً وليست له علاقة بالتوحد. كما أن التوحد ليساً مرضاً عقلياً، وليست هناك عوامل مادية في البيئة المحيطة بالطفل يمكن أن تكون هي التي تؤدي إلى إصابته بالتوحد.

كيف يتم تشخيص التوحد:ولعل هذا الأمر يعد من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً، وخاصة في الدول العربية، حيث يقل عدد الأشخاص المهيئين بطريقة علمية لتشخيص التوحد، مما يؤدي إلى وجود خطأ في التشخيص، أو إلى تجاهل التوحد في المراحل المبكرة من حياة الطفل، مما يؤدي إلى صعوبة التدخل في أوقات لاحقة. حيث لا يمكن تشخيص الطفل دون وجود ملاحظة دقيقة لسلوك الطفل، ولمهارات التواصل لديه، ومقارنة ذلك بالمستويات المعتادة من النمو والتطور. ولكن مما يزيد من صعوبة التشخيص أن كثيراً من السلوك التوحدي يوجد كذلك في اضطرابات أخرى. ولذلك فإنه في الظروف المثالية يجب أن يتم تقييم حالة الطفل من قبل فريق كامل من تخصصات مختلفة، حيث يمكن أن يضم هذا الفريق: أخصائي أعصاب neurologist، أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، طبيب أطفال متخصص في النمو، أخصائي علاج لغة وأمراض نطق speech-language pathologist، أخصائي علاج مهني occupational therapist وأخصائي تعليمي، والمختصين الآخرين ممن لديهم معرفة جيدة بالتوحد.

هذا وقد تم تطوير بعض الاختبارات التي يمكن استخدامها للوصول إلى تشخيص صحيح للتوحد، ولعل من أشهر هذه الاختبارات (CHAT (Checklist for Autism in Toddlers،

Chilhood Autism Rating Scale- CARS وغيرهما. وهي للاستخدام من قبل المتخصصين فقط.

ما هي أعراض التوحد، وكيف يبدو الأشخاص المصابين بالتوحد؟ عادة لا يمكن ملاحظة التوحد بشكل واضح حتى سن 24-30 شهراً، حينما يلاحظ الوالدان تأخراً في اللغة أو اللعب أو التفاعل الاجتماعي، وعادة ما تكون الأعراض واضحة في الجوانب التالية:

التواصل: يكون تطور اللغة بطيئاً، وقد لا تتطور بتاتاً، يتم استخدام الكلمات بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين، حيث ترتبط الكلمات بمعانٍ غير معتادة لهذه الكلمات، يكون التواصل عن طريق الإشارات بدلاً من الكلمات، يكون الانتباه والتركيز لمدة قصيرة.

التفاعل الاجتماعي: يقضي وقتاً أقل مع الآخرين، يبدي اهتماماً أقل بتكوين صداقات مع الآخرين، تكون استجابته أقل للإشارات الاجتماعية مثل الابتسامة أو النظر للعيون.

المشكلات الحسية: استجابة غير معتادة للأحاسيس الجسدية، مثل أن يكون حساساً أكثر من المعتاد للمس، أو أن يكون أقل حساسية من المعتاد للألم، أو النظر، أو السمع، أو الشم.

اللعب: هناك نقص في اللعب التلقائي أو الابتكاري، كما أنه لا يقلد حركات الآخرين، ولا يحاول أن يبدأ في عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة.

السلوك: قد يكون نشطاً أو حركاً أكثر من المعتاد، أو تكون حركته أقل من المعتاد، مع وجود نوبات من السلوك غير السوي (كأن يضرب رأسه بالحائط، أو يعض) دون سبب واضح. قد يصر على الاحتفاظ بشيء ما، أو التفكير في فكرة بعينها، أو الارتباط بشخص واحد بعينه. هناك نقص واضح في تقدير الأمور المعتادة، وقد يظهر سلوكاً عنيفاً أو عدوانيا، أو مؤذياً للذات.

وقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، وبدرجات متفاوتة.

القسم الأول: طرق العلاج القائمة على أسس علمية

طريقة لوفاس Lovaas: وتسمى كذلك بالعلاج السلوكي Behaviour Therapy، أو علاج التحليل السلوكيBehaviour Analysis Therapy. ونعتبر واحدة من طرق العلاج السلوكي، ولعلها تكون الأشهر، حيث تقوم النظرية السلوكية على أساس أنه يمكن التحكم بالسلوك بدراسة البيئة التي يحدث بها والتحكم في العوامل المثيرة لهذا السلوك، حيث يعتبر كل سلوك عبارة عن استجابة لمؤثر ما. ومبتكر هذه الطريقة هو Ivor Lovaas، أستاذ الطب النفسي في جامعة لوس أنجلوس (كاليفورنيا) UCLA، حيث يدير الآن مركزاً متخصصاً لدراسة وعلاج التوحد. والعلاج السلوكي قائم على نظرية السلوكية والاستجابة الشَرطية في علم النفس. حيث يتم مكافئة الطفل على كل سلوك جيد، أو على عدم ارتكاب السلوك السيئ، كما يتم عقابه (كقول قف، أو عدم إعطائه شيئاً يحبه) على كل سلوك سيئ . وطريقة لوفاس هذه تعتمد على استخدام الاستجابة الشرطية بشكل مكثف، حيث يجب أن لا تقل مدة العلاج السلوكي عن 40 ساعة في الأسبوع، ولمدة غير محددة. وفي التجارب التي قام بها لوفاس وزملاؤه كان سن الأطفال صغيراً، وقد تم انتقاؤهم بطريقة معينة وغير عشوائية، وقد كانت النتائج إيجابية، حيث استمر العلاج المكثف لمدة سنتين . هذا وتقوم العديد من المراكز باتباع أجزاء من هذه الطريقة. وتعتبر هذه الطريقة مكلفة جداً نظراً لارتفاع تكاليف العلاج، خاصة مع هذا العدد الكبير من الساعات المخصصة للعلاج.

طريقة تيتشTEACCH: والاسم هو اختصار لـ Treatment and Education of Autistic and Related Communication Handicapped Children (أي علاج وتعليم الأطفال المصابين بالتوحد وإعاقات التواصل المشابهة له). ويتم تقديم هذه الخدمة عن طريق مراكز تيتش في ولاية نورث كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تدار هذه المراكز بوساطة مركز متخصص في جامعة نورث كارولينيا يسمى بـ Division TEACCH، ويديره الأساتذة Eric Schopler و Gary Mesibov، وهما من كبار الباحثين في مجال التوحد. وتمتاز طريقة تيتش بأنها طريقة تعليمية شاملة لا تتعامل مع جانب واحد كاللغة أو السلوك، بل تقدم تأهيلاً متكاملاً للطفل عن طريق مراكز تيتش المنتشرة في الولاية، كما أنها تمتاز بأن طريقة العلاج مصممة بشكل فردي على حسب احتياجات كل طفل. حيث لا يتجاوز عدد الأطفال في الفصل الواحد 5-7 أطفال مقابل مدرسة ومساعدة مدرسة، ويتم تصميم برنامج تعليمي منفصل لكل طفل بحيث يلبي احتياجات هذا الطفل.

فاست فورورد FastForWord: وهو عبارة عن برنامج إلكتروني يعمل بالحاسوب (الكمبيوتر)، ويعمل على تحسين المستوى اللغوي للطفل المصاب بالتوحد. وقد تم تصميم برتامج الحاسوب بناء على البحوث العلمية التي قامت بها عالمة علاج اللغة بولا طلال Paula Tallal على مدى 30 سنة تقريباً، حتى قامت بتصميم هذا البرنامج سنة 1996 ونشرت نتائج بحوثها في مجلة "العلم Science"، إحدى أكبر المجلات العلمية في العالم. حيث بينت في بحثها المنشور أن الأطفال الذين استخدموا البرنامج الذي قامت بتصميمه قد اكتسبوا ما يعادل سنتين من المهارات اللغوية خلال فترة قصيرة. وتقوم فكرة هذا البرنامج على وضع سماعات على أذني الطفل، بينما هو يجلس أمام شاشة الحاسوب ويلعب ويستمع للأصوات الصادرة من هذه اللعب. وهذا البرنامج يركز على جانب واحد هو جانب اللغة والاستماع والانتباه، وبالتالي يفترض أن الطفل قادر على الجلوس مقابل الحاسوب دون وجود عوائق سلوكية. ونظراً للضجة التي عملها هذا الابتكار فقد قامت بولا طلال بتأسيس شركة بعنوان "التعليم العلمي Scientific Learning" حيث طرحت برنامجها تحت اسم Fast ForWord، وقامت بتطويره وابتكار برامج أخرى مشابهة، كلها تركز على تطوير المهارات اللغوية لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النمو اللغوي. ولم تجر حتى الآن بحوث علمية محايدة لقياس مدى نجاح هذا البرنامج مع الأطفال التوحديين، وإن كانت هناك روايات شفهية بأنه قد نجح في زيادة المهارات اللغوية بشكل كبير لدى بعض الأطفال.

القسم الثاني: طرق العلاج الأخرى (غير المبنية على أسس علمية واضحة)

التدريب على التكامل السمعيAIT) Auditory Integration Training): وتقوم آراء المؤيدين لهذه الطريقة بأن الأشخاص المصابين للتوحد مصابين بحساسية في السمع (فهم إما مفرطين في الحساسية أو عندهم نقص في الحساسية السمعية)، ولذلك فإن طرق العلاج تقوم على تحسين قدرة السمع لدى هؤلاء عن طريق عمل فحص سمع أولاً ثم يتم وضع سماعات إلى آذان الأشخاص التوحديين بحيث يستمعون لموسيقى تم تركيبها بشكل رقمي (ديجيتال) بحيث تؤدي إلى تقليل الحساسية المفرطة، أو زيادة الحساسية في حالة نقصها. وفي البحوث التي أجريت حول التكامل أو التدريب السمعي، كانت هناك بعض النتائج الإيجابية حينما يقوم بتلك البحوث أشخاص مؤيدون لهذه الطريقة أو ممارسون لها، بينما لا توجد نتائج إيجابية في البحوث التي يقوم بها أطراف معارضون أو محايدون، خاصة مع وجود صرامة أكثر في تطبيق المنهج العلمي. ولذلك يبقى الجدل مستمراً حول جدوى هذه الطريقة. التواصل المُيَّسر Facilitated Communication: وقد حظيت هذه الطريقة على اهتمام إعلامي مباشر، وتناولتها كثير من وسائل الإعلام الأمريكية، وتقوم على أساس استخدام لوحة مفاتيح ثم يقوم الطفل باختيار الأحرف المناسبة لتكوين جمل تعبر عن عواطفه وشعوره بمساعدة شخص آخر، وقد أثبتت معظم التجارب أن معظم الكلام أو المشاعر الناتجة إنما كانت صادرة من هذا الشخص الآخر، وليس من قبل الشخص التوحدي. ولذا فإنها تعتبر من الطرق المنبوذة، على الرغم من وجود مؤسسات لنشر هذه الطريقة. العلاح بالتكامل الحسي Sensory Integration Therapy: وهو مأخوذ من علم آخر هو العلاج المهني، ويقوم على أساس أن الجهاز العصبي يقوم بربط وتكامل جميع الأحاسيس الصادرة من الجسم، وبالتالي فإن خللاً في ربط أو تجانس هذه الأحاسيس (مثل حواس الشم، السمع، البصر، اللمس، التوازن، التذوق) قد يؤدي إلى أعراض توحدية. ويقوم العلاج على تحليل هذه الأحاسيس ومن ثم العمل على توازنها. ولكن في الحقيقة ليس كل الأطفال التوحديين يظهرون أعراضاً تدل على خلل في التوازن الحسي، كما أنه ليس هناك علاقة واضحة ومثبتة بين نظرية التكامل الحسي ومشكلات اللغة عند الأطفال التوحديين. ولكن ذلك لا يعني تجاهل المشكلات الحسية التي يعاني منها بعض الأطفال التوحديين، حيث يجب مراعاة ذلك أثناء وضع برنامج العلاج الخاص بكل طفل. ورغم أن العلاج بالتكامل الحسي يعتبر أكثر "علمية" من التدريب السمعي والتواصل الميسر حيث يمكن بالتأكيد الاستفادة من بعض الطرق المستخدمة فيه، العلاح بهرمون السكرتينSecretin:السكرتين: هو هرمون يفرزه الجهاز الهضمي للمساعدة في عملية هضم الطعام. وقد بدأ البعض بحقن جرعات من هذا الهرمون للمساعدة في علاج الأطفال المصابين بالتوحد. هل ينصح باستخدام السكرتين: في الحقيقة ليس هناك إجابة قاطعة بنعم أو لا،لأنه في النهاية لا أحد يشعر بمعاناة آباء الأطفال التوحديين مثلما يشعرون هم بها، وهناك رأيان حول استخدام السكرتين لعلاج التوحد. هناك الرأي المبني على أساس أقوال بعض (في بعض الأحيان مئات؟) الآباء الأمريكان الذين استخدموه ووجدوا تحسناً ملحوظاً في سلوك أطفالهم، ويشجع عددد قليل من الباحثين في مجال التوحد على استخدام مثل هذا العلاجز، ولعل أشهرهم هو ريملاند. وفي المقابل هناك آراء بعض العلماء الذين يشككون في فاعلية هذا الهرمون، ولعل أخر دراسة حول هذا، كانت تلك التي نشرت في مجلة نيو انجلند الطبية1999(إحدى أشهر المجلات الطبية الأكاديمية في العالم) في 9 ديسمبر والتي لم تجد أثراً ايجابياً للسكرتين، بل إن هناك بعض العلماء ممن يحذرون من استخدامه، نظراً لأنه لم يتم تجريب هذا الهرمون على الحيوانات، ويحذرون من احتمال وجود آثار جانبية سلبية قد لا نعرف ماهيتها. وفي الحقيقة فإن الجدل ما زال مستمراً، خاصة مع وجود روايات من قبل بعض الأباء حول تحسن سولك أطفالهم بالإضافة إلى وجود بضعة دراسات تؤيد استخدام السكرتين، لكنها لم تنشر في مجلات معروفة، مما يثير بعض الشبهات حول أسلوب البحث والمنهجية في هذه الدراسات. والخلاصة، هو أنه من الصعب بالنسبة لي شخصياً أن أنصح باستخدام السكرتين، أو عدم استخدامه أيضاً، خاصة وأن هذا النوع من العلاج ما زال في مرحلة التجريب. ولكن يجب على الآباء أن يحذروا من التكلفة المالية لهذا العلاج، بالإضافة إلى التكلفة النفسية، المتمثلة في خيبة الأمل في حالة عدم نجاح العلاج. ولكن إذا كانت الأسرة ترغب في تجريب هذا العلاج، فإنها يجب أن تقوم باستشارة الأخصائيين، وهم أطباء الأطفال ممن عندهم إطلاع على التوحد، وعلى علم بالتطورات التي تجري حول استخدام السكرتين، كما يفضل استشارة أخصائي تغذية أيضا.

لذا يجب على آباء الأطفال التوحديين أن ينظروا إلى هاتين الناحيتين، في حالة رغبتهم في "تجريب" هذا العلاج، كما يجب أن يستشيروا بعض الأطباء المتخصصين في هذا الأمر، وأن يتأكدوا من عدم وجود أية آثار جانبية سلبية له. كما يجب أن ينظروا إلى تكلفة العلاج، خاصة إذا رغبوا في الذهاب إلى الخارج، حيث تبلغ تكلفة الحقنة الواحدة من السكرتين حوالي 300 دولار أمريكي، وربما يحتاج الطفل إلى حقن أخرى كل 9 أشهر، حيث قد يكون من الأجدى في بعض الحالات التركيز على البرامج التعليمية والتي تركز على تغيير سلوك الطفل إلى الأفضل... كما أنه من المهم بالنسبة للآباء أن يحذروا دائماً من تلك الحلول السحرية التي تبسط الأمور، والتي تعتمد على حالات نجاح فردية قد لا تتكرر مع كثير من الأطفال الآخرين.

" السكرتين كغيره من الأدوية التي تظهر وقد تنجح مع بعض الحالات فتأخذ حجماً أكبر من ججمها الحقيقي وذلك بسبب تسليط وسائل الإعلام الضوء عليها بقدر أكبر قد ينعكس إيجاباً أو سلباً في بعض الأحيان على توضيح الفائدة الحقيقية لهذا الدواء، ونحن في مركز الكويت للتوحد نتابع جميع التطورات والمتابعات العلمية لهذا الدواء وردود الفعل المطروحة على الساعة من خلال النشرة الدورية "صرخة صامتة" التي يصدرها مركز الكويت للتوحد وتصل إلى جميع المشاركين بعضوية المركز، كما نقوم بتسجيل الراغبين بإعطاء هذا الدواء لأبنائهم إذ لدى المركز اتجاه لاستضافة المعالجين بالسكرتين بعد ثبوت فعاليته والتأكد من عدم وجود أعراض جانبية قد تصاحبه أو تتبعه وتطبيقه على أبناء الراغبين من الأسر.... ويبقى السكرتين حتى الآن مجالاً مفتوحاً للنقاش العلمي حيث يشيد البعض بتحقيقه لتقدم كبير وسريع لعبض الحالات وفي الجانب الآخر هناك من يؤكد فشله مع حالات أخرى! المهم في هذا الجانب تأكدنا من عدم وجود آثار ونتائج قد تنعكس سلباً على أطفالنا".

إذن ما هي أفضل طريقة للعلاج:

بسبب طبيعة التوحد، الذي تختلف أعراضه وتخف وتحد من طفل لآخر، ونظراً للاختلاف الطبيعي بين كل طفل وآخر، فإنه ليست هناك طريقة معينة بذاتها تصلح للتخفيف من أعراض التوحد في كل الحالات. وقد أظهرت البحوث والدراسات أن معظم الأشخاص المصابين بالتوحد يستجيبون بشكل جيد للبرامج القائمة على البُنى الثابتة والمُتوقعة (مثل الأعمال اليومية المتكررة والتي تعود عليها الطفل)، والتعليم المصمم بناء على الاحتياجات الفردية لكل طفل، وبرامج العلاج السلوكي، و البرامج التي تشمل علاج اللغة، وتنمية المهارات الاجتماعية، والتغلب على أية مشكلات حسية. على أن تدار هذه البرامج من قبل أخصائيين مدربين بشكل جيد، وبطريقة متناسقة، وشاملة. كما يجب أن تكون الخدمة مرنة تتغير بتغير حالة الطفل، وأن تعتمد على تشجيع الطفل وتحفيزه، كما يجب تقييمها بشكل منتظم من أجل محاولة الانتقال بها من البيت إلى المدرسة إلى المجتمع. كما لا يجب إغفال دور الوالدين وضرورة تدريبهما للمساعدة في البرنامج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهما.


منقول من الساحة الطبية وقد وضعته عندي على سطح المكتب من شدة بحثي في هذا المرض اعاذنا الله واياكم منه
ولك جزيل الشكر على هذا الطرح القيم

راجي الحاج 23-02-2008 06:48 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
[align=center][color=#00008B]شكرا لك اخي ابا خالد على هذه الاضافه

والشكر ايضا لاختنا السفيره مرة اخرى للتطرق لهذا الموضوع الهام

وجزاكم الله خير[/color][/align]

فرحان العنزي 23-02-2008 06:54 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
اختي العزيزة السفيرة وهذا أيضاً يؤيد العلاج عن طريق الطعام وهو منقول لأنه لايوجد مجال للاجتهاد في مثل هذه الاشياء ولسنا متخصصين ولكن نبحث
ارجو من الجميع قراءة الموضوع بتمعن وخصوصاً الشفاء عن طريق الغذاء
والله موضوع قيم يستحق ان يكون من المواضيع المميزة0

بعض حالات مرض التوحد "الأوتيزم" قد تشفى بالغذاء




هذه قصة أم تدعى "كارين سيروسي" أخبرها الأطباء أن ابنها سيقضي حياته كلها وهو في حالة إعاقة كبيرة . شخص الأطباء حالة ابنها بأنها مرض "التوحد" ، وأخبروها أنه مرض بدون علاج ، لكنها بقوة ملاحظتها ومتابعتها للأبحاث العلمية عن هذا المرض ، وبالصبر والحب تمكنت من قيادة ابنها على طريق الشفاء الكامل من هذا المرض الذي ينتشر بسرعة في الآونة الأخيرة في كل بلاد العالم .


صدمة البداية
تقول "كارين سيروسي" :
عندما أخبرنا الأطباء أن ابننا سيقضي كل حياته معاقا بصورة شديدة شعرنا أننا نريد أن نثبت أنهم على خطأ . ولكن عندما فحصت المعالجة النفسية ابننا البالغ من العمر 18 شهرا أخبرتني أنها تعتقد أن "مايلز" يعاني من مرض التوحد ، وهنا بدأ قلبي يدق بشدة . لم أعرف بالضبط ماذا تعني كلمة "التوحد" ، ولكني كنت أعرف أنها كلمة سيئة . في البداية اعتقدت أنها تعني مرض عقلي ، ربما نوع من انفصام الطفولة ، والأسوأ من ذلك انني تذكرت مقولة أن هذا المرض سببه التعرض لانفعال نفسي شديد خلال فترة الطفولة الأولى ، وهذه أفكار غير صحيحة بالطبع .

كان طبيب الأطفال قد حولنا إلى المعالجة النفسية في أغسطس 1995 لأن مايلز لم يكن يفهم أي شيء مما يقال له . كان نمو "مايلز" جيدا وطبيعيا حتى الشهر الخامس عشر من عمره ، ولكنه توقف بعد ذلك عن ترديد الكلمات التي كان قد تعلمها مثل بقرة ، قطة ، رقصة ، ثم بدأ في الاختفاء داخل نفسه . اعتقدنا في بداية الأمر أن التهاب أذنه المزمن هو المسئول عن صمته ، ولكن خلال ثلاثة أشهر كانالولد قد دخل بالفعل إلى عالمه الخاص .

وهكذا ، وفجأة أصبح طفلنا الصغير السعيد لا يتعرف علينا أو على أخته البالغة من العمر ثلاث سنوات. كان مايلز يتحاشى نظرة العين للعين ، كما كان يتحاشى التواصل معنا ولو حتى بالإشارة ، وأصبح سلوكه غريبا بطريقة متزايدة ، فكان يجرجر رأسه على الأرض ، ويمشي على أطراف أصابعه (وهذا شيء شائع للغاية بين الأطفال المتوحدين ) ، كما كان يصدر أصواتا غريبة مثل الغرغرة ، ويقضي أوقاتا طويلة في أداء عمليات متكررة مثل فتح وغلق الأبواب أو ملء كوب من الرمل وتفريغه في صندوق الرمل . كان يصرخ بلا هوادة ، ويرفض أية محاولة للتهدئة حتى عن طريق حمله وهدهدته ، كما كان يعاني من إسهال مزمن .

والتوحد ليس مرضا عقليا كما عرفت فيما بعد ، إنما هو إعاقة في النمو يعتقد أنها تتسبب عن تغير ما في المخ . وقدرت معاهد الأبحاث أن هناك طفلا بين كل 500 طفل في أمريكا يعاني من هذا المرض ، ولكن الدراسات الحديثة تقدر أن نسبة حدوث المرض تزداد بسرعة . وعلى سبيل المثال فان عدد الأطفال المتوحدين في ولاية فلوريدا وحدها ازدادوا بنسبة 600 % في العشر سنوات الأخيرة . وبالرغم من أنه أكثر انتشارا من مرض "داون" إلا مرض التوحد يظل واحدا من أمراض اختلال النمو الأقل فهما حتى الآن .

أخبرنا الأطباء أن الأمر سينتهي بابننا إلى كونه معاقا بشدة ، ولن يكون بمقدوره أن يصنع صداقات ، أو يجرى حوارا مفهوما مع أحد ، أو أن يتعلم في مدرسة عادية بدون مساعدة ، أو أن يعيش حياة مستقلة . وأصبح أملنا الوحيد أن نتمكن بمساعدة العلاج السلوكي من تعليمه بعض المهارات الاجتماعية التي لن يستطيع أن يتعلمها بمفرده.

لقد كنت أفكر دوما أن أسوأ شيء يمكن أن يحدث لأي إنسان هو أن يفقد طفلا . والآن كان هذا هو ما يحدث لي ولكن بطريقة مختلفة ، لا يمكن تفسيرها . وبدلا من أن يساعدني الآخرون كنت أتلقى منهم نظرات غير مريحة ، وعبارات غير محددة ، كما كنت أشعر بأن بعض صديقاتي لا يردن أن يردوا على مكالماتي التليفونية .

البحث في الكتب
بعد التشخيص المبدئي لمرض ابني ، قررت أن أنفق ساعات طويلة في المكتبة للبحث عن أسباب هذا التحول المفاجئ والملحوظ في حالة ابني ، ووقتها عثرت على كتاب عن طفل متوحد اعتقدت أمه أن سبب أعراض مرضه كان حساسية في المخ بالنسبة للبن . لم أسمع قبل ذلك الوقت شيئا مثل هذا ، لكن الفكرة اشتعلت في رأسي لأن ابني كان يشرب كميات غير عادية من اللبن ، حوالي نصف جالون يوميا . تذكرت وقتها أيضا أن أمي أخبرتني أنها قد قرأت عن أولاد كثيرين ممن يعانون من التهاب الأذن المزمن وكانت لديهم حساسية ضد اللبن والقمح .

نصحتني أمي أن أمنع ابني عن هذه الأغذية ومتابعة حالة أذنه . قلت لأمي أن اللبن والجبن والمعجنات هي الأغذية الوحيدة التي يقتات عليها ، ولو منعناها عنه فانه سيتضور جوعا . ثم تذكرت أن ابني أصيب بحالة التهاب في الأذن عندما كان عمره 11 شهرا ، بمجرد تحويله من تناول تركيبة لبن الصويا إلى شرب لبن البقر ، فقد كان يتناول لبن الصويا منذ ولادته لأنه عائلتي معرضة للحساسية ، وكنت مدركة أن لبن الصويا لن يتسبب في هذه الحساسية له ، كما أن مايلز لم يحتمل لبن صدري ، ربما لأني كنت أنا نفسي أتناول كمية كبيرة من لبن البقر . ولما لم يكن هناك شيئا لأخسره فقد قررت أن أمنع كل منتجات الألبان من غذاء مايلز .

بداية التحسن
ما حدث بعد ذلك لم يكن أقل من معجزة . لقد توقت مايلز عن الصراخ ، كما قل الوقت الذي أصبح يقضيه في القيام بعمليات متكررة ، وبنهاية الأسبوع الأول سحبني من يدي وأشار لي لكي ننزل السلم معا. ولأول مرة من شهور سمح لأخته أن تمسك بيده وتغني له أغنية . وبعد أسبوعين ، وكان قد مر شهر على زيارة المعالجة النفسية ، قمنا بزيارة طبيبة أطفال مشهورة في مجال النمو لكي نتأكد من تشخيص حالة التوحد . قامت الدكتورة سوزان هايمان بإعطاء مايلز بعض الاختبارات وسألت عديد من الأسئلة . وصفنا لها التغيرات في سلوكه بعدما أوقفنا إعطائه منتجات الألبان ، ولكنا نظرت لنا في النهاية بحزن وقالت : "إن ابنكما متوحد ، ومع اعترافي أن موضوع الحساسية للبن هو موضوع مهم لكني لا أعتقد أنه يمكن أن يكون مسئولا عن حالة توحد مايلز أو عن تحسنه مؤخرا " .

تسبب كلام الطبيبة في تثبيط عزيمتنا بطريقة رهيبة ، ولكن كل يوم يمر كان يحمل معه تحسنا لمايلز . وبعد أسبوع ، وعندما جذبته لكي يجلس في حجري تلاقت نظراتنا فابتسم مايلز ، وهنا بدأت في البكاء .. أخيرا بدأ يعرف من أنا . كان قبل ذلك يتجاهل أخته ، أما الآن فانه بدأ يراقبها وهي تلعب بل ويشعر بالغضب عندما تأخذ لعبه بعيدا عنه . بدأ مايلز ينام بصورة أكثر طبيعية ، ولكن إسهاله استمر . وبالرغم من عدم بلوغه سن الثانية بعد ، فإننا ألحقنا بحضانة للتعليم الخاص لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع ، كما بدأنا برنامجا مكثفا للنمو واللغة كانت الدكتور هايمان قد وافقت عليه .

اختبار نظرية اللبن
ولأني متشككة بطبعي ، ولأن زوجي عالم باحث ودكتور في علم الكيمياء ، فقد قررنا أن نضع نظرية مسئولية اللبن عن سلوك مايلز موضع الاختبار ، فأعطيناه كوبين من اللبن ذات صباح ، وفي نهاية اليوم كان مايلز يمشي على أطراف أصابعه ، ويجرجر رأسه على الأرض ، مصدرا أصواتاً غريبة ، ومبديا كل السلوكيات والتصرفات الغريبة التي كان قد نسيها تقريبا . بعد عدة أسابيع لاحظنا أن بعض السلوكيات الغريبة عادت مرة أخرى ، وبالبحث وجدنا أن مايلز قد تناول قطعة جبن في الحضانة . وهكذا أصبحنا متأكدين تماما أن منتجات اللبن هي مسئولة بطريقة ما عن حالة التوحد لديه .

أردت أن أطلع الدكتورة هايمان على التطور الذي كان مايلز يبديه ، لذا أرسلت إليها شريطا للفيديو يصوره وهو يلعب مع والده وأخته ، فاتصلت بي بسرعة وقالت : " بصراحة أنا أعترف بالهزيمة . لقد تحسن مايلز بصورة ملحوظة ، ولو لم أكن أنا التي قد شخصته لاعتقدت أن شريط الفيديو لطفل آخر " .

مجموعات المساندة
بعد ذلك أردت استكشاف ما إذا كان لأطفال آخرين تجارب مماثلة ، وعن طريق شبكة الانترنت اكتشفت مجموعة مساندة لمرضى التوحد ، فاتصلت بهم وسألتهم بخجل : " هل يمكن أن يكون مرض التوحد لدي ابني له علاقة باللبن ؟" . كانت ردة الفعل غامرة ورائعة ، أخبروني عن بعض الباحثين في هذا الموضوع مثل "ريشلت" في النرويج ، و "شاتوك" في انجلترا ، وكيف أنهم وجدوا براهين مبدئية تقر ما أبداه أهالي كثيرين لمدة أكثر من 20 عاما أن منتجات الألبان تفاقم أعراض مرض التوحد .

وقام زوجي ، الحاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء ، بالحصول على نسخ من المقالات ذات الصلة بالموضوع وقرأها بكل دقة ، ثم شرح لي أن هناك نظرية تقول بأن بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد يقومون بتكسير بروتين اللبن المعروف باسم الكازيين إلى ببتيدات تؤثر على المخ بنفس الطريقة التي تؤثر بها عقاقير الهلوسة.
وبعض العلماء ، ومنهم من كانوا آباء لأطفال متوحدين ، اكتشفوا مركبات تحتوي على أشباه أفيونيات في بول أطفال متوحدين . وقرر الباحثون في نظريتهم أن هؤلاء الأطفال إما أنهم يفتقرون إلى أنزيم يكسر هذه الببتيدات بصفة طبيعية ويحولها إلى صورة قابلة للهضم ، أو أن هذه الببتيدات كانت تتسرب بطريقة ما إلى مجرى الدم قد أن تهضم .

وفي نوبة ابتهاج أدركت أن هذه المعلومات تبدو منطقية تماما ، فقد شرحت لي لماذا كان مايلز ينمو بطريقة طبيعية في أول سنة ، عندما كان يتناول لبن الصويا فقط ، كما فهمت لماذا أصبح متلهفا على اللبن فيما بعد: إذ أن أشباه الأفيونيات هو عقاقير مسببة للإدمان بقوة ، و أكثر من ذلك هذا التشابه الكبير بين تصرفات الأطفال المتوحدين وتصرفات من يتعاطون عقاقير الهلوسة .

جلوتين القمح أيضا مسئول
أخبرني زوجي أيضا أن هناك نوع آخر من البروتين الذي يتم تكسيره إلى صورة سامة وهو بروتين الجلوتين الموجود في القمح ، والشعير ، والشوفان ، وهو يضاف بصفة عامة إلى آلاف من الأغذية المعلبة . كان من الممكن أن يعتبر زوجي ذو العقلية العلمية هذه النظرية غير متكاملة لو لم يلاحظ التغيرات الجوهرية في مايلز بنفسه ، وكيف أن مايلز حدد نفسه في مجموعة الأغذية التي تحتوي على القمح ومنتجات الألبان فقط . بالنسبة لي أخذت قرارا بأن أمنع الجلوتين أيضا من غذاء ابني ، ورغم مشاغلي الجمة كان على أن أتعلم كيفية طهي وجبات خالية من الجلوتين . إن هناك مرضا في البطن يدعى مرض "سيلياك" Coeliac disease يتطلب أيضا أن يكون غذاء المريض به خاليا من الخلوتين ، وهكذا أنفقت الساعات على الانترنت لكي أجمع معلومات عن الغذاء الخالي من الجلوتين .

بمجرد مرور 48 ساعة من تناوله لغذاء خالي من الجلوتين أصبح براز مايلز صلبا ، واختفى الإسهال ، كما أن توازنه وتناسق حركته تحسنا . بعد شهرين بدأ مايلز يتكلم .. مع تغيير في نطق الحروف أحيانا ، ولكنه كان يتكلم . لم يكن يدعوني ماما بعد ، ولكنه كان يبتسم ابتسامة مميزة عندما يراني وأنا أمر عليه لكي آخذه من الحضانة . ومع كل ذلك فان أطباء مايلز كلهم كانوا مازالوا يسخرون من فكرة الربط بين مرض التوحد وبين نوعية الغذاء ، حتى مع معرفة أن التدخل الغذائي مأمون وغير ضار للمريض ، وظل هذا التوجه قائما حتى أثبتت الدراسات المقارنة أنها فعلا حقيقة وعندها بدأ المجتمع الطبي في تقبل هذه الحقيقة .

لذا ، قررنا أنا وزوجي أن نصبح خبراء بأنفسنا في هذا الموضوع ، فبدأنا حضور المؤتمرات التي تعقد لدراسة مرض التوحد ، كما اتصلنا ببعض الباحثين الأوربيين ، وقمت بتنظيم مجموعة لمساندة الآباء والأمهات الآخرين لأطفال متوحدين في منطقتنا . وبالرغم من أن بعض الأهالي لم يكونوا مهتمين باستكشاف موضوع التدخل الغذائي أولا ، إلا أنهم غيروا تفكيرهم بمجرد مقابلة ابني . لم يستجب كل الأطفال للغذاء ، ولكن في النهاية كان لدينا حوالي 50 أسرة جربت الغذاء الخالي من الجلوتين والكازيين مع أطفالهم المرضي وقد حققوا تقدما ملحوظا . ومن خلال دراسة الحالات المسجلة على قوائم المساندة في الانترنت نستطيع القول أن آلافا من الأطفال حول العالم قد استجابوا بصورة جيدة لهذا التغيير في الغذاء .

وكان من حسن الحظ أننا وجدنا طبيبا للأطفال يتسم بالتعاون ، ووقتها كان مايلز يتحسن باطراد حتى انني كنت أقفز من فراشي كل صباح لمتابعة التغيرات الجديدة فيه يوميا . وذات يوم ، وكان مايلز قد بلغ العامين والنصف ، أمسك بلعبة على شكل ديناصور وأراها لي قائل بحروف مدغمة : " انظري يا ماما إلى هذا الديناصور".. وبمنتهى الدهشة فتحت يدي المرتعشتين وأنا أقول له : " لقد قلت لي ماما " ، وابتسم مايلز واحتضنني طويلا .

الشفاء التام
في عمر الثالثة قرر أطباء مايلز أنه شفي تماما من مرض التوحد . وفي الاختبارات الاجتماعية واللغوية كان معدله ثمانية أشهر أكبر من عمره ، كما حقق نفس النتائج في اختبارات الاعتماد على النفس والمهارات العضلية ، ثم التحق بمدرسة عادية بدون مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة . وهناك أخبرتني مدرسته أنه كان واحدا من أكثر أطفال الفصل بهجة وكلاما ومشاركة . واليوم ، وعمر مايلز حوالي 6 سنوات ، فانه يعتبر واحدا من أشهر الأطفال في المدرسة ، ومستوى قراءته هو المستوى الرابع ، ولديه أصدقاء جيدين ، ومؤخرا شارك بدور متميز في مسرحية لفصله ، وهو على علاقة قوية بأخته الأكبر ، ويقضيان ساعات معا في ألعاب تخيلية ، وهو الشيء الذي لا يمكن أن يحدث مع أطفال يعانون من مرض التوحد . وهكذا ، فان أسوأ مخاوفي لم تتحقق ، فأنا محظوظة للغاية .

مساندة الآخرين
لكني أتخيل الآباء والأمهات الذين لم يكونوا محظوظين بصورة كافية لكي يعرفوا هذه الأفكار عن الغذاء. ولهذا فقد بدأت في عام 1997 صحيفة و مجموعة مساندة دولية أسميتها " شبكة التوحد للتدخل الغذائي Autism Network for Dietary Intervention" بالاشتراك مع أم أخرى تدعي "ليزا لويس" وهي مؤلفة لكتاب وجبات خاصة لأطفال خاصين future Horizons, 1998 . تلقينا مئات من الخطابات والرسائل ة من أهال في كل أرجاء العالم لديهم أطفالا استفادوا من التغيير الغذائي ، وبالرغم من أنه من الجيد أن يكون هناك مساندة طبية عند تطبيق هذا الغذاء إلا أنه للأسف فان عديد من الأطباء كانوا يشككون في فاعليته .

ومع استمرار دراستي للأبحاث الجديدة ، أصبح الأمر الواضح لي أن التوحد هو اعتلال في جهاز المناعة . إن كل الأطفال المتوحدين الذين أعرفهم لديهم حساسية لأنواع مختلفة من الطعام بالإضافة للبن والقمح ، وأيضا فان معظم الآباء والأمهات في مجموعتنا عانوا أو كانوا يعانون من مشكلة أو أكثر تعلق بالمناعة مثل : مرض الغدة الدرقية ، مرض "كرون" ، مرض "سيلياك" ، مرض الروماتويد ، التعب المزمن ، وأمراض الحساسية المختلفة . ويبدو أن الأطفال المتوحدين يكونون معرضين جينيا لمشاكل الجهاز المناعي ، ولكن ما الذي يحرك المرض الفعلي ؟

هل للتطعيم الثلاثي دور في أحداث التوحد ؟
أقسم عديدا من الآباء والأمهات أن أطفالهم المتوحدين بدئوا في إظهار السلوك التوحدي عند سن 15 شهرا ، بعد فترة قصيرة من تطعيم الطفل بال MMR وهو التطعيم الثلاثي ضد الحصبة ، والغدة النكفية ، والحصبة الألمانية . وعندما فحصت هذه الدلائل بالصور وشرائط الفيديو لمعرفة متى حدث المرض لمايلز بالتحديد وجدت أن هذا يتفق تماما مع تاريخ التطعيم ، حيث أني ذهبت به إلى غرفة الطوارئ بالمستشفي نتيجة ارتفاع حرارته . وحديثا ، فان دراسة صغيرة قام بها الباحث البريطاني أنرو ويكفيلد وهو طبيب ، ربطت بين جزء الحصبة في التطعيم والضرر الذي يحدث في الأمعاء الدقيقة للأطفال ، وهو ما يشرح لماذا يحدث التسرب للببتيدات المسببة للهلوسة إلى مجرى الدم . ولو ثبت أن هذا التطعيم الثلاثي يلعب دورا في تحريك وبدء مرض التوحد ، عندئذ يجب تحديد ما إذا كان بعض الأطفال لديهم إمكانية للإصابة بالمرض ، ومن ثم يجب عدم تطعيمهم أو تطعيمهم في سن أكبر .

وهناك تطور آخر يعطينا أملا جديدا وهو أن الباحثين في أحد المراكز التشخيصية - وزوجي واحد منهم- يدرسون الآن الوجود غير الطبيعي للببتيدات في بول الأطفال المتوحدين ، والأمل معقود على وجود اختبار روتيني للبول يمكنك أن يكشف عن وجود مرض التوحد في الأطفال في سن مبكرة من خلال الوجود غير الطبيعي للبتتيدات، وحتى يكشف عن أن بعض أنواع مرض التوحد هي خلل أيضي ، وعندها يمكن أن يكون التدخل الغذائي واحدا من الوسائل الطبية التقليدية لعلاج هذه الحالات .

إن كلمة التوحد التي كانت تعني القليل بالنسبة لي قد غير حياتي بصورة كبيرة ، فلقد جاءت إلى بيتي كضيف متوحش غير مدعو ، ولكن في النهاية جاءت معها النعم ، فلقد شعرت أنني محظوظة مرتين : مرة لأن قدري الجيد مكنني من استعادة طفلي مرة أخرى ، ومرة أخرى لأني استطعت أن أساعد الأطفال الآخرين الذين يعانون من نفس المرض والذين فقدوا الأمل في العلاج ، وحزن عليهم أهلهم ثم وجدوا التحسن مع التدخل الغذائي.

هنا ينتهي كلام الأم الذي أخذ مما سجلته في كتاب بعنوان :
Unraveling the Mystery of Autism and Pervasive Developmental Disorder: A Mother's Story of Research and Recovery by Karyn Seroussi. Published by Simon & Schuster February 2000.


الأبحاث الطبية الحديثة تثبت صحة مقولات الأم

وأضيف هنا -كاتب المقال - أن الأبحاث الطبية الحديثة أكدت فعلا وجود دور للجلوتين والكازيين في مرض التوحد ، ففي دراسة نشرت في 26/8/2003 في مجلة Clinician Reviews في العد 13(7) 45-52، 2003 بعنوان "التوحد .. تحديات في التشخيص والعلاج" للباحثين جارسيات . هدسون ، وديان ديكسون، وتحت عنوان جانبي : التغيرات غير الطبيعية في الهضم ، قال البحث : " اقترح العالم هوفارث ومجموعة العمل معه أن مرض التوحد ينشأ من إغراق للجهاز العصبي المركزي - مبكرا ولفترة طويلة - بفيض من أشباه المورفينات ، التي يحتمل أنها مشتقة من الهضم غير الكامل للجلوتين الغذائي و/أو الكازيين . ويقترح الباحثون المحققون أيضا أن التغيرات غير الطبيعية في الهضم مثل ارتجاع المريء ، ونقص أنزيم هضم المواد الكربوهيدراتية في الأمعاء ، قد تشرح جزئيا الغضب المفاجئ والسلوك العدواني أو الاستيقاظ ليلا الذي يمر به عديد من الأطفال المتوحدين " . ويقترح البحث أيضا أن يجرب الآباء والأمهات نظام التدخل الغذائي الخالي من الجلوتين والكازيين كوسيلة من وسائل العلاج من التوحد . وهذا يعني أن الهيئة الطبية قد اعترفت فعلا بوجود دور للتدخل الغذائي في علاج هذا المرض .
وفي بحث آخر صدر في النرويج في عام 2001 قرر الباحث أن الامتناع عن الجلوتين والكازيين يؤدي إلى التقليل من السلوكيات التوحيدية ، ويزيد مهارات التواصل الاجتماعي ، وفي نفس الوقت فان كسر النظام الغذائي يؤدي بالتالي إلى عودة الأعراض مرة أخرى .

وتعقيبا على ملاحظة الأم المهمة بأن أعراض مرض التوحد بدأت في ابنها بعد تناوله للتطعيم الثلاثي مباشرة، والذي يتهمه كثيرون أنه بسبب احتوائه على مادة الثيوميروسال(اي ثيل الزئبق) ، المستخدمة كمادة حافظة للتطعيم ، يؤدي إلى التسمم بمعدن الزئبق وبالتالي إلى ظهور أعراض مرض التوحد ، فان بحثا جرى في الدانمارك ونشر في شهر أكتوبر 2003 قرر أن معدلات الإصابة بمرض التوحد انخفضت في الدانمارك بعد إزالة مادة الثيوميروسال من التطعيمات . وهذا يلفت النظر بشدة إلى التفكير في إنتاج تطعيمات جديدة لا تحتوي على الثيوميروسال في سبيل حماية الأجيال الجديدة من هذا المرض الصعب . وجدير بالذكر أنه يمكن إزالة بعضا من مادة الزئبق السامة من الدم عن طريق أسلوب علاجي معين ، وقد تحسنت بالفعل حالات عديدة بعد العلاج .

وفي بجث نشرته مجلة (International Journal of Immunopathologi cal Pharmacology) الصادرة بتاريخ 2003 سبتمبر - ديسمبر :16 (3) 99-189 عن الإصابة بالعدوى ، والتسمم بالكيماويات ، الببتيدات الغذائية وتأثيراتها على المناعة الذاتية في مرض التوحد ، والذي أجراه أ. فوجداني ومجموعة عمل في الولايات المتحدة يصل البحث إلى النتيجة التالية :
"هذه الدراسة هي الأولي التي توضح أن الببتيدات الغذائية والسموم البكتيرية والكيماوية (ايثيل الزئبق) تتحد مع مستقبلات الخلايا اللمفية و / أو أنزيمات الأنسجة مما يحدث ردة فعل مناعة ذاتية في أطفال مرض التوحد". أي أن الجلوتين والكازيين والثيوميروسال هي بالفعل مواد متهمة في إثارة واستمرار مرض التوحد . ويتفق هكذا البحث مع الرأي الذي سجلته الأم وهو أن الأطفال المتوحدين يكونون معرضين جينيا لمشاكل الجهاز المناعي.

إن إصابة طفل بمرض التوحد هو تجربة صعبة على الوالدين والأسرة كلها ، تستدعي محاولة كل الحلول الممكنة التي ساعدت بعض المصابين بهذا المرض على الشفاء . والتعديل الغذائي المقترح من استبعاد للجلوتين والكازيين هو وسيلة ممكنة وان كانت تقتضي بعض الجهد ، ليس فقط من الوالدين ، بل أيضا من كل الجهات التي يمكن أن تساعد وتساند في إنتاج هذه الأغذية الخالية من الجلوتين والكازيين ، والتي نتطلع معها إلى يوم تتواجد فيه منافذ بيع لهذه المنتجات الغذائية الخاصة التي ستساعد على إعادة الصحة لأطفال أبرياء والفرحة لقلوب أسرهم المتألمة . كما أن البحث عن تطعيمات تخلو من مادة الزئبق المتهمة بإحداث أضرار بأطفال التوحد هو مطلب أساسي وهام للتقليل من احتمال إصابة الأجيال المقبلة بهذا المرض .

منقول من منتدى ذوي الاحتياجات الخاصة

السفيرة 23-02-2008 08:34 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
مشكور اخوي السمؤال على الاضافه الرائعه

يعطيك الف عاااافيه

تحيااتي

فرحان العنزي 24-02-2008 01:02 AM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
انا بالخدمة
ولقد قرأت كثيراً عن التوحد من اجل حب الاطلاع ليس إلا ولكن لم اخرج بالكثير لأنه صراحة مرض له اوجه كثيرة

ســُلاف 24-02-2008 08:13 AM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
السمو أل جزاك الله خير واتمنى من الجميع ان يطلعوا على موضوع السفيرة واضافاتك القيمة
لاني اعتقد بأن الاغلبية يسمعون بهذه الكلمة ولا يعرفون ماتعني

السفيرة 26-02-2008 04:17 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
يعطيك العااافيه ومشكورة اختي سلاف على الاهتمام

الخنساء 27-02-2008 03:06 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
شكرا اختي السفيرة

شكرا اخي لاهنتوا

طرح رااائع فالتوحد صعوبه التواصل مع الاخرين

دمتم بخير

السفيرة 27-02-2008 04:58 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
مشكورة اختي الخنساااء على مرورك حبيبتي

الأموره 27-02-2008 05:21 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
[COLOR="DarkOrange"]السفيره شكرا لك غاليتي

و السموال شكرا لك عالاضافه

لي عودة ،،

دمتما برعاية الخالق[/COLOR]

السفيرة 27-02-2008 05:38 PM

رد: ماذا تعرفين عن الطفل التوحدي؟
 
مشكورة اموره حبيبتي على مرورك

وبانتظار عودتك

تحياااتي

أم ريما 15-12-2010 11:00 AM

خالص الشكر والتقدير
على كل جهودك الرائعه
تقبل اطيب التحيه


الساعة الآن 03:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة