المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات من الأوثان - لأحمد مطر


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

يوسف الشقران
14-02-2007, 03:15 AM
السلام عليكم


هنا ..


انتقيت مجموعة ابيات من احد قصائد الشاعر العراقي الكبير

احمد مطر


وهي تحمل الكثير في طياتها ........







يـــا أيُّـها الشـيـطانُ إنَّك لم تــزلْ=غِـرًّا، وليـس لِمـثـلِكَ الميــــــدانُ
قـفْ جـانـبـــًا للإنـسِ أو للجِــنِّ=واترُكنـَا، فلا إنـسٌ هُـنـا أو جانُ

* * *


عربٌ، ولكنْ لو نزعْتَ قُـشُـورَهُم=لَوَجدْتَ أنّ اللُّـبَّ أمْريكــــــانُ!


* * *

ونـسـيرُ مقْلوبـينَ حتَّى لا ترى= مقْلوبَــةً بِـعـيـُــونِـنَـــــا البُـلْدانُ

* * *


ونَخافُ أنْ يشيَ السُّكوتُ بِصَمْـتِنـا=فكأنـَّمـــا لسُكوتِـنَـــــــــا آذَانُ
لو قِـيـلَ للحيـوانِ: كُنْ بَـشَراً هنـا،=لبَـكَى وأعْـلـنَ رفْضَـهُ الحيـــوانُ !

* * *


يــــا آيــةَ الله الجديــد، ومن لقي=آياتِــهِ الحـشـراتُ والديــــــدانُ
آمنـتُ أنَّـكَ آيــَــــــةٌ، فبحـــدِّكَ=اتَّـحدَ الهوى وتـفرَّقَ الفُرقـــــانُ
طُوبى لِنُـبْـلِكَ في الجِهــادِ، فمَـرَّةٌ=أرضُ الكويتِ، ومَـرَّةٌ إيــــــرانُ
وكأنَّ خارطـةَ الجهـادِ أعَـدَّهــــا=(ميخا) وأكَّـدَ رسـمَـها (المعْدانُ)!
القُدسُ ليـسـتْ من هُنــــا تـُـؤتى=ونعلمُ أنَّـها من دونِـها عَمَّـــــانُ
* * *


قُلْ للجزيـرةِ: كيفَ حالتْ حائــلٌ؟=وبـمَـنْ جَـرَتْ لـخَـرابِـها نَجـــرانُ؟
وبِكفَّ مَنْ كفُّ القَـطَيــفِ تَقَطَّـفَـتْ؟=وبمَنْ تَعَسَّـرَ في عَسـيرَ أَمـــــــــانُ؟
ومَن احتـسى الإحسـاءَ؟ أو من ذا الذي =حَجَزَ الحجازَ، وجُنـدُهُ رُهبـــــــانُ؟
هل عِندَنا شـيخٌ يُـسمّى (شِكْسِـبـيرَ)؟=وهل تـطـيرُ وتـقـصِـفُ البُــــعْرانُ؟!
لا. بـل قضى شـرعُ الأهِـلَّــــــةِ أن=تخوضَ جهادَها وسـيوفُها الصُّـلبانُ
كَرَمُ الضـيـــافةِ دائمـاً يقضى بـأنْ=تُـطـوى الجفونُ. وتُـفــتحُ السـيقانُ!
* * *


حَـبَـكَـتْ فـصـولَ المسرحيّـةِ حَبْكةً=يَـعْـيـَا بهـا المُـتـمـرِّسُ الـفـنَّــــــانُ
هـذا يَـكِـرُّ، وذا يـفِـرُّ، وذا بـهــــذا=يـسـتَجـيـرُ، ويــبدأُ الـغَـلـيـــــــانُ
حتَّى إذا انقشَعَ الدُّخان، مضَى لنا=جُـرحٌ، وحـلَّ مـحـلَّـهُ سَـرَطــــانُ!
وإذا ذئـــابُ الـغـربِ راعِيـــةٌ لنـــا=وإذا جـمـيـعُ رُعاتِـنـــــا خِرفـــانُ!
وإذا بأصـنــــامِ الأجانبِ قد رَبَـتْ=وإذا الكويـتُ وأهلُهـــــا الـقُـربـانُ!

* * *
أنـا يا كويتُ قد اكتـويتُ، ورُبَّمـا=بـشُـواظِ ناري تكتوي النـيـــرانُ
صَـحـراءُ همي ما لَـهـا من آخِـرٍ=و بحـارُ حزني مـا لهـا شُـطـــــآنُ
تبكى شراييني دمـــاً في مَدْمَعِى=وبأدمُعى تـتـضــــاحكُ الأحـــــزانُ
أنتِ القريـبَةُ في اللقاءِ وفى النَّـوى=وأنا بحبي الغَـارقُ الظَّـمـــــــآنُ
لي مِنـكِ ما للـقـلبِ من خـفـقَاتِــــــهِ=ولديـكِ مِـنِّى الوجـــهُ والـعُـنـــوانُ
فـلـقـدْ حـَمَـلـتُكِ في الجُفونِ مُسَـهَّـداً=كي لا يُــسهَّـدَ جَـفـنُـكِ الوسْـنـانُ
وملأتُ روحي مـنـكِ حـتَّى لم يَـعُـدْ=منِّـى لروحي مـوضـــعٌ و مكـــانُ!
ما ذابَ مِن فَرْطِ الهوى بِكِ عاشِــقٌ=مثلى، ولا عـرَفَ الأسى إنـســـــانُ
* * *


في الكُحلِ لا تجدُ الأذى إلاّ إذا=عَـمِـلـتْ على تكحـيـلِك العُـمـيـانُ
* * *


ماذا نَـفيـدُ إذا اسـتـقلَّـتْ أرضُـنـــا= واحـتُــلَّـتِ الأرواحُ والأبــــــدانُ؟!
سـتعودُ أوطـانى إلى أوطــــانِـها=إن عادَ إنـســـاناً بـها الإنـســــانُ!


ــــــــــــ