حسبت بأنني لازلت أحيا

[ابو أنس]

لن استهلها بمقدمات وتحليل
إلا أنها جاءت بعد عارض صحي ألزمني البيت والفراش أيام عده


حسبت بأنني لازلت أحيا=سنيات الشباب وأحتويه
وأيقضني بياض شاب خدي=وأصبح كالنذير لناضريه
يقول بأن ذا قدصار شيخا=وتلك بوادر الأشياخ فيه
ولكني أكابر لا أبالي=ويلقط مسمعي مايشتهيه
احب مباهج الدنيا وأهوى=لذيذ العيش من سفه وتيه
وأستعدي على عقلي جنوني=واطلق قيد نفسي كالسفيه
تجرجرني ملذاتي وأسلو=عن الإحسان أو ما أرتجيه
ويقعدني صدى التسويف حيناً=واسمع صوت شيطاني يليه
بأني في التقى علم وبحر=بززت مقارنيّ وفزت. فيه
وتطربني الأماني وهي حلم=وأسرج صافناتي أقتفيه
فيا من يرتجى في كل خطبٍ=ويامن ترجع الشكوى إليه
إلهي خالقي وإليه أمري=له شكواي أمري في يديه
وارجو عفوه من كل ذنبٍ=يكبلني ولا أقوى عليه
سألتك رحمة تمحو ذنوبي=أنال بها مكان أبتغيه
عساي الى الجنان أسوق ركبي=والحق بالرسول وصاحبيه
وألقى والديّ وكل حِبٍ=وأرضى بالنعيم وأهتنيه
إلهي يا إلهي أنت قصدي=ومن يرجوك ربي تجتبيه
إلهي لاتكلني صوب نفسي=ونفعي من سواك أظن فيه
وتحرمني نوالك يا إلهي=فمن لي غير ربي أتّقيه
وإني خاسرٌ إن لم تقلني= من العثرات أو ما أجتريه
وليس لنا بيوم الحشر إلا=ذرى ربي وملجؤنا إليه
ورجوانا لمن يرجى إله=هو الرحمن لسنا نبتليه
ولكنّا نؤمل في نوالٍ=ويرفعنا مكان نعتليه
ذُرى الفردوس ليس بذا عزيز=وللرحمن وعد نحتريه
18/6/1432