ذيب السنافي
01-11-2006, 08:18 AM
معنى لا إله إلا الله
إن النطق بكلمة التوحيد لا يكفي لتجديد الإيمان، بل لابد من العمل بمقتضاها والإتيان بأركانها، والابتعاد عما يخالفها ويناقضها.
معنى لا إله إلا الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله لا إله غيره ولا رب سواه، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودعا بدعوته وسلم تسليماً.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى.
أمة الإسلام: إن الناس اليوم في حاجة ماسة بل في ضرورة ملحة إلى تجديد الإيمان في نفوسهم، والعودة الصادقة إلى عقيدتهم الإسلامية، صار ذلك ملحاً لمّا انتشر في الناس صرف بعض أنواع العبادة لغير الله، وتفشى بينهم الإعراض في كثير من الأمور الشرعية، عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وظهرت عندهم أنواع خطيرة من المعاصي والكبائر عياذاً بالله.
إخوة الإسلام: إن تجديد الإيمان لا يعني النطق بكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله) باللسان فقط، وإنما يقتضي العمل بمعنى هذه الكلمة العظيمة، والعمل بمقتضاها امتثالاً لقوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمد:19] وإلا فإنه لا ينفع مجرد التلفظ بها مع الوقوع فيما يخالفها ويناقضها.
أيها الإخوة في الله: إن كلمة لا إله إلا الله هي الكلمة التي فطر الله الناس عليها، وهي التوحيد الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهي شعار الإسلام، وهي الفارق بين الكفر والإيمان.
ولا يخفى على كل مسلم أن الشهادتين أساس الدين وركنه الأول، والأصل الذي تقوم عليه بقية الأركان، وتنبني عليه سائر الأحكام، فإن كان سليماً قوياً، استقامت سائر الأعمال، وكانت مقبولة عند الله، وانتفع بها صاحبها، وإن اختل هذا الأساس، فسدت سائر الأعمال وصارت وبالاً على صاحبها وحسرةً وخسارة وهباءً منثوراً قال تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا [الكهف:103-104].
فمعنى شهادة: أن لا إله إلا الله: الإقرار بأنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده، بكل ما تحمله كلمة العبادة من معنى، وأن كل معبود سواه باطل: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ [لقمان:30].......
مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله
ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله: إفراد الله بالعبادة فلا يعبد معه غيره، فقائلها يعلن البراءة من كل معبود سوى الله، ويلتزم بعبادة الله وحده، وفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه، وهو سبحانه الإله الذي يطاع فلا يعصى؛ هيبة له وإجلالاً ومحبة وخوفاً ورجاء، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل، وقائل هذه الكلمة العظيمة كأنما يقول: أنا عبد خاضع لله، ذليل له منكسر بين يديه، راضخ لحكمه، لا أعبد غيره، ولا أخالف أمره، ولا أرتكب نهيه، ولا أستكين وأذل لأحد سواه، ولا أخضع وأضعف أمام أحدٍ من الناس، ولا أتحاكم إلا إليه، وأنبذ جميع الشهوات والشبهات، وأرضخ لربي وحده ،ولا يردني أحد عن التسليم له، واتباع أمره واجتناب نهيه، فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحاً في إخلاصه، وقدحاً في صدقه في قول لا إله إلا الله، ونقصاً في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك.
إخوة الإسلام: إن هذه الكلمة قصيرة المبنى عظيمة المعنى، يجب على المسلم أن يفهم معناها، ويعمل بمقتضاها ظاهراً وباطناً، ويستقيم عليها ويدعو إليها، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين: {قولوا لا إله إلا الله } فهموا منها إفراد الله بالعبادة، وترك عبادة الأوثان، فامتنعوا من قولها وقالوا: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5].
فالعجب كل العجب أن يكون كفار قريش أعلم بمقتضى هذه الكلمة من بعض من ينتسبون إلى الإسلام اليوم، ممن يكررون هذه الكلمة ويلقونها بألسنتهم بدون وعي، فتجدهم يقعون في صرف بعض أنواع العبادة لغير الله، فما معنى لا إله إلا الله عند هؤلاء وما فائدتها؟!
إن هؤلاء وأمثالهم لا تنفعهم هذه الكلمة ولو قالوها ألف مرة ما داموا مصرين على ما يناقضها وينافيها من الإشراك بالله عز وجل.
أيها المسلمون: ومن مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله: تحكيم شريعة الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والصوم، والحج، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفعل سائر الواجبات الشرعية والبعد عن جميع المحرمات القولية والعملية، فارتكاب المحرمات والمعاصي ينقص مقتضى هذه الكلمة، ويقلل من ثوابها وكل ذنب بحسبه.
فاتقوا الله عباد الله! واعرفوا معنى هذه الكلمة العظيمة، واعملوا بمقتضاها وحققوا شروطها، واحذروا موانعها ونواقضها ونواقصها.
اللهم اجعلنا ممن حققها وعلم معناها وعمل بمقتضاها، اللهم أحينا عليها وأمتنا عليها وأدخلنا بها الجنة وأعذنا بها من عذاب النار، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه فهو أهل التقوى وأهل المغفرة.......
معنى شهادة أن محمداً رسول الله ومقتضاها
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سلك سبيله إلى يوم الدين.
أما بعد:-
أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى واعقلوا عنه أمره ونهيه، وحققوا العمل بالشهادتين، فهما رأس الإسلام وركنه الأول، وإذا حققتم الشق الأول من الشهادة، فاعلموا أنه لا بد من تحقيق الجزء الثاني، وهو شهادة أن محمداً رسول الله، ومعناها: الإقرار بأن محمد بن عبد الله رسول من عند الله واعتقاد ذلك اعتقاداً جازماً.
ومقتضى هذه الكلمة يتلخص في أمور أربعة:
أولها: طاعته عليه الصلاة والسلام فيما أمر.
ثانيها: تصديقه عليه الصلاة والسلام فيما أخبر.
ثالثها: اجتناب ما نهى عنه وزجر.
رابعها: أن يعبد الله بما شرع.
فالمتلفظ بهذه الشهادة يجب عليه طاعة الرسول في كل أوامره، واجتناب جميع نواهيه، وتصديقه في كل أخباره، وأن يعبد الله ويتقرب إليه، بما وافق شريعته، فيترك كل ما أحدثه الناس واستحسنوه مما يخالف هديه صلى الله عليه وسلم.
ومخالفة شيء من هذه الأمور يعتبر قدحاً في صدق قائل هذه الشهادة، ويؤكد عدم تحقيقه لها، وقيامه بلوازمها والله المستعان!
عباد الله: اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين! اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم انصر المسلمين في كل مكان، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم أنزل عليهم نصرك المؤزر يا رب العالمين، اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين، اللهم من أرادنا وأراد عقيدتنا وأراد بلادنا بخير فوفقه وأعنه، ومن أراد ديننا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره ، اللهم اجعل كيده في نحره يا رب العالمين ، اللهم وفق المسلمين في كل مكان إلى تحكيم شريعتك يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وألِّف بين قلوبهم واهدهم سبل السلام يا رب العالمين، اللهم وفق قادة المسلمين لتطبيق شرعك القويم، اللهم وفق علماءهم وشبابهم ونساءهم إلى الرجعة الصادقة إلى دينك يا رب العالمين.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.......
إن النطق بكلمة التوحيد لا يكفي لتجديد الإيمان، بل لابد من العمل بمقتضاها والإتيان بأركانها، والابتعاد عما يخالفها ويناقضها.
معنى لا إله إلا الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله لا إله غيره ولا رب سواه، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودعا بدعوته وسلم تسليماً.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى.
أمة الإسلام: إن الناس اليوم في حاجة ماسة بل في ضرورة ملحة إلى تجديد الإيمان في نفوسهم، والعودة الصادقة إلى عقيدتهم الإسلامية، صار ذلك ملحاً لمّا انتشر في الناس صرف بعض أنواع العبادة لغير الله، وتفشى بينهم الإعراض في كثير من الأمور الشرعية، عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وظهرت عندهم أنواع خطيرة من المعاصي والكبائر عياذاً بالله.
إخوة الإسلام: إن تجديد الإيمان لا يعني النطق بكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله) باللسان فقط، وإنما يقتضي العمل بمعنى هذه الكلمة العظيمة، والعمل بمقتضاها امتثالاً لقوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمد:19] وإلا فإنه لا ينفع مجرد التلفظ بها مع الوقوع فيما يخالفها ويناقضها.
أيها الإخوة في الله: إن كلمة لا إله إلا الله هي الكلمة التي فطر الله الناس عليها، وهي التوحيد الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهي شعار الإسلام، وهي الفارق بين الكفر والإيمان.
ولا يخفى على كل مسلم أن الشهادتين أساس الدين وركنه الأول، والأصل الذي تقوم عليه بقية الأركان، وتنبني عليه سائر الأحكام، فإن كان سليماً قوياً، استقامت سائر الأعمال، وكانت مقبولة عند الله، وانتفع بها صاحبها، وإن اختل هذا الأساس، فسدت سائر الأعمال وصارت وبالاً على صاحبها وحسرةً وخسارة وهباءً منثوراً قال تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا [الكهف:103-104].
فمعنى شهادة: أن لا إله إلا الله: الإقرار بأنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده، بكل ما تحمله كلمة العبادة من معنى، وأن كل معبود سواه باطل: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ [لقمان:30].......
مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله
ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله: إفراد الله بالعبادة فلا يعبد معه غيره، فقائلها يعلن البراءة من كل معبود سوى الله، ويلتزم بعبادة الله وحده، وفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه، وهو سبحانه الإله الذي يطاع فلا يعصى؛ هيبة له وإجلالاً ومحبة وخوفاً ورجاء، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل، وقائل هذه الكلمة العظيمة كأنما يقول: أنا عبد خاضع لله، ذليل له منكسر بين يديه، راضخ لحكمه، لا أعبد غيره، ولا أخالف أمره، ولا أرتكب نهيه، ولا أستكين وأذل لأحد سواه، ولا أخضع وأضعف أمام أحدٍ من الناس، ولا أتحاكم إلا إليه، وأنبذ جميع الشهوات والشبهات، وأرضخ لربي وحده ،ولا يردني أحد عن التسليم له، واتباع أمره واجتناب نهيه، فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحاً في إخلاصه، وقدحاً في صدقه في قول لا إله إلا الله، ونقصاً في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك.
إخوة الإسلام: إن هذه الكلمة قصيرة المبنى عظيمة المعنى، يجب على المسلم أن يفهم معناها، ويعمل بمقتضاها ظاهراً وباطناً، ويستقيم عليها ويدعو إليها، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين: {قولوا لا إله إلا الله } فهموا منها إفراد الله بالعبادة، وترك عبادة الأوثان، فامتنعوا من قولها وقالوا: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5].
فالعجب كل العجب أن يكون كفار قريش أعلم بمقتضى هذه الكلمة من بعض من ينتسبون إلى الإسلام اليوم، ممن يكررون هذه الكلمة ويلقونها بألسنتهم بدون وعي، فتجدهم يقعون في صرف بعض أنواع العبادة لغير الله، فما معنى لا إله إلا الله عند هؤلاء وما فائدتها؟!
إن هؤلاء وأمثالهم لا تنفعهم هذه الكلمة ولو قالوها ألف مرة ما داموا مصرين على ما يناقضها وينافيها من الإشراك بالله عز وجل.
أيها المسلمون: ومن مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله: تحكيم شريعة الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والصوم، والحج، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفعل سائر الواجبات الشرعية والبعد عن جميع المحرمات القولية والعملية، فارتكاب المحرمات والمعاصي ينقص مقتضى هذه الكلمة، ويقلل من ثوابها وكل ذنب بحسبه.
فاتقوا الله عباد الله! واعرفوا معنى هذه الكلمة العظيمة، واعملوا بمقتضاها وحققوا شروطها، واحذروا موانعها ونواقضها ونواقصها.
اللهم اجعلنا ممن حققها وعلم معناها وعمل بمقتضاها، اللهم أحينا عليها وأمتنا عليها وأدخلنا بها الجنة وأعذنا بها من عذاب النار، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه فهو أهل التقوى وأهل المغفرة.......
معنى شهادة أن محمداً رسول الله ومقتضاها
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سلك سبيله إلى يوم الدين.
أما بعد:-
أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى واعقلوا عنه أمره ونهيه، وحققوا العمل بالشهادتين، فهما رأس الإسلام وركنه الأول، وإذا حققتم الشق الأول من الشهادة، فاعلموا أنه لا بد من تحقيق الجزء الثاني، وهو شهادة أن محمداً رسول الله، ومعناها: الإقرار بأن محمد بن عبد الله رسول من عند الله واعتقاد ذلك اعتقاداً جازماً.
ومقتضى هذه الكلمة يتلخص في أمور أربعة:
أولها: طاعته عليه الصلاة والسلام فيما أمر.
ثانيها: تصديقه عليه الصلاة والسلام فيما أخبر.
ثالثها: اجتناب ما نهى عنه وزجر.
رابعها: أن يعبد الله بما شرع.
فالمتلفظ بهذه الشهادة يجب عليه طاعة الرسول في كل أوامره، واجتناب جميع نواهيه، وتصديقه في كل أخباره، وأن يعبد الله ويتقرب إليه، بما وافق شريعته، فيترك كل ما أحدثه الناس واستحسنوه مما يخالف هديه صلى الله عليه وسلم.
ومخالفة شيء من هذه الأمور يعتبر قدحاً في صدق قائل هذه الشهادة، ويؤكد عدم تحقيقه لها، وقيامه بلوازمها والله المستعان!
عباد الله: اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين! اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم انصر المسلمين في كل مكان، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم أنزل عليهم نصرك المؤزر يا رب العالمين، اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين، اللهم من أرادنا وأراد عقيدتنا وأراد بلادنا بخير فوفقه وأعنه، ومن أراد ديننا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره ، اللهم اجعل كيده في نحره يا رب العالمين ، اللهم وفق المسلمين في كل مكان إلى تحكيم شريعتك يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وألِّف بين قلوبهم واهدهم سبل السلام يا رب العالمين، اللهم وفق قادة المسلمين لتطبيق شرعك القويم، اللهم وفق علماءهم وشبابهم ونساءهم إلى الرجعة الصادقة إلى دينك يا رب العالمين.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.......