مقاومة الإحتلال لايحتاج إلى إعلام

[الطائر المهاجر]

عندما تجد نفسك وبلدك محتلا من غاشم لديه كل وسائل الدمار الجماعي وأحدث التقنية ،
فإنه من المستحيل أن تقاوم برشاش او بندقية ، فلا بد لك أن تتسلح بالفكر أولاً ، وبالأعمال
السرية بعيدا عن الإعلام . فأي محتل يجد العذر لمزيد من التدمير للمقومات الأساسية للمجتمع الذي يحتله
ولكن حينما لايجد العذر ، فإنه ينشغل بنفسه وتبدأ الإختلافات الفكرية والعرقية التي توحدت في وقت
معين . فلو تأملنا مثلا في تكوين المجتمع الإسرائيلي ، نجد أنه مجتمع وحد الدين بينه ، ولكنه توحد مصلحة
فهؤلاء قدموا من روسيا واوربا الشرقيه وهؤلاء من اوروبا وهؤلاء من الدول العربية وافريقيا ، يجمعهم
شعورهم أنهم في خطر من المقاومة الفلسطينية ، والدول العربية المجاورة ، ويفرقهم زوال هذا العامل ،
ومثل اسرائيل مثل امريكا وغيرها من دول الإحتلال ، فبدون الحروب ورفع الشعارات المهيئة لدخول حروب
بعيدة عن اراضيها ، لن تنجح المخابرات الأمريكية في توحيد صف المجتمع الأمريكي الذي هو ايضا خليط
من اجناس عديدة جاءت من مختلف القارات بحثا عن المصلحة ، وما أن يشعر هذا المجتمع بأن دولته ليست
في حالة حرب مع احد ، فسنرى توقف مصانع السلاح وانتشار البطالة ، وبالتالي تهديد مصالح الأفراد ،
لتبدأ الخلافات الداخلية .
لذلك فلتقاوم أي محتل لاتستطيع ان تواجهه لابد لك أن تمد يداً له ، ولكن في يدك الثانية ما تحمله من وسائل
المقاومة السرية ، التي تجبر افراده على ترك بلدك . اما ما يجري الآن من تغطية اعلامية لتحركات المقاومة
فهو اكبر خطر يهدد افرادها ، ولذلك من النادر أن يمر يوما لانسمع فيه وفاة الكثيرين بسبب عمل معلن ، سواء
من يقومون بهذه العمليات او اناس ابرياء لاحول لهم ولا قوة . فاالعرب والمسلمون لم يستخدموا عقولهم بعد ، وإنما يستخدمون عواطفهم ، وتكون النتائج استمرار الإحتلال ودفع الكثير من الوفيات ، وتشويه سمعة المقاومة عالميا ، ليجد العدو من يناصره ويقف معه على الأقل سياسيا . أيها العرب آن الأوان لكي تستخدموا عقولكم ، فعواطفكم
لم تنتج إلا مزيدا من الإنحدار في حضيض الذل والإحتلال .