المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف الحال ياشعراء(2) .. نزهه في عالم الشعراء


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

ذيب السنافي
10-06-2006, 04:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير ..

استكمل في هذه الحلقة ما قلته عن عنترة وذكرته ..

طبعاً عنترة مع شجاعته المشتهرة عند العرب كان شاعر كما ذكرنا وأيضاً حكيماً وصاحب نصيحة كما يظهر في شعره وأن كان تصوره تصور جاهلي إلا أنه جانب وتصور يصح في نمط حياة كحياته ..

فمن نصائحه يقول :

حكِِم سيوفك في رقاب العذلِ=وإذا نزلت بدارِ ذُلٍ فارحلِ
وإذا بليت بظالمٍ كن ظالماً=وإذا لقيت ذوي الجهالةِ فاجهلِ
وإذا الجبانُ نهاك يوم كريهةٍ=خوفاً عليك من ازدحامِ الجحفلِ
فاعصِ مقالته ولا تحفل بها=واقدم إذا حق اللقا في الأولِ
واختر لنفسك منزلاً تعلو به=أو مت كريماً تحت ظل القسطلِ
فالموت لاينجيك من آفاته=حصنٌ ولو شيدته بالجندلِ
موت الفتى في عزةٍ خيرٌ له=من أن يبيت أسير طرفٍ أكحلِ

طبعاً عنترة موب سهل ومع حكمته ذي وشجاعته يقر في بعض الاحيان أنه عبد ومعدود من ضمن العبيد لكنه في نفس الوقت يملك طموح وصل عنان السماء (طبعاً كلنا عارفين أن كل من يكبر طموحه يزيد عمله ولازاد العمل كبر المقام والجاه ولهذا وصل ذيبان خوينا عنترة لكل ماوصل له بالهمه والطموح , وهو يقول لو ينكرونك اقربائك القريبين منك فإن عملك يقرلك ويرفعك )

يقول :


إن كنت في عدد العبيد فهمتي=فوق الثريا والسماك الأعزلِ
أو أنكرت فرسان عبسٍ نسبتي=فسِنان رمحي والحسام يقرلي
وبذابلي ومهندي نلت العلا=لا بالقرابة والعديد الأجزلِ

وهذه هي الحقيقة مادام الرجل صغيراً ولم ينل المراتب الكبيرة الكل يتنكر له وإذا ارتفع وعلا أتاه من أتاه وقال ابن عمك وابن خالك افزع وساعد ولا أنت رخمه وينسى أنه كان وهو صغير مايطري لهم على بال لأنه ضعيف ..

ومما قال عنترة :

ورميت مهري في العجاج فخاضه=والنار تقدح من شفار الانصلِ
خاض العجاج محجلاً حتى إذا=شهِد الوقيعة عاد غير محجلِ

يعني قط نفسه ومهرته في عجة المعركة والنار تقدح من حد السيف من الضرب يطلع شرار من اطرافه والمهر الي يركبه محجل ويوم دخل المعركة طلع وقد اختضب التحجيل الأبيض الي في أطراف قوائم الخيل بالدم واختفى التحجيل تحت لون الدم ..

وختم عنترة قصيدته هذي ببيتين من أجمل ماقيل وأحلى ماقيل في العز وكره الذل وذلك يوم قال :


لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ=بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ
ماءُ الحياة بذلةٍ كجهنمِ=وجهنمٌ بالعز أطيب منزلِ

ثم تجده في قصيدة ثانيه لما أتته أمه أو حبيبته عبلة تخوفه من الموت رد عليها في عرض القصيدة بأبيات جميلة من وجهة نظري الشخصيه يهون فيها الموت ويبرر اقتحامه الموت بلا خوف بواقعية ورضا بأي شيء قد يحدث له فيقول :


بكرت تخوفني الحتوف كأنني=أصبحت عن غرض الحتوفِ بمعزلِ
فأجبتها إن المنية منهلٌ=لابد أن أسقى بكأس المنهلِ
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي=أني امرؤٌ سأموتُ إن لم أقتلِ
إن المنية لو تمثل مثلت=مثلي إذا نزلوا بضنك المنزلِ
والخيلُ ساهمةُ الوجوه كأنما=تُسقى فوارسها نقيع الحنظلِ
إذا حمِلتُ على الكريهة لم أقل=بعد الكريهة ليتني لم أفعلِ

لله دره وصح لسان عنترة عز الله شاعر والهرج زوده نقصان ...

============================== ========
حتى نلتقي في لقاء آخر وشاعر من شعراء العرب ساهم في حفظ تاريخ العرب ..

تحياتي العطرة لكم ..

ذيب السنافي
السبت الموافق
14/5/1427هـ