المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~ لَوْعَةٌ وَفُرْقَى~


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26

خميس المكدمي
30-04-2010, 05:08 AM
من ديواني المطبوع (ترانيم على رحاب الضفتين)

ذَهَبَتْ وَأَبقَتْ عَقْلَكَ المَشْغُولاَ=تَرعَى النُّجُومَ مِنَ الفِرَاقِ قَتِيلاَ
تَسعَى وَقَد نَسَجَ الحَنِينُ خُيوطَه= وَبَقَى فُؤَادُكَ حَائِرًا مَشغُولاً
أَصبَحتَ كَالمجنونِ تَمشِي تَائِهًا =تَبكِي نَوَاهَا بُكرَةً وَأَصِيلاً
مَاللدِّيَارِ تَحَوَّلَتْ وَتَغَيَّرَتْ =وَتَبَدَّلَت مِن بَعدِكُم تَبدِيلاً
آلَيتَ تَركِي يَا عَذُولُ مُتَيَّمَا =وَرَأيتَ قَذفِي فِي الشُّجُونِ سَبِيلاً
فَالرَّبعُ عَافٍ وَالرُّسُومُ دَوَارِسُ =وَالشَّوقُ أَرْخَى بِالسَّقِيمِ سُدُولاً
لَم يَبقَ لِي إِلاَّ تَذَكُّرُ عَهدِهَا=أَيَّامُهَا سَاعَاتُهَا مَذْهُولاً
وَقتُ الضُّحَى مَهلاً أَعِرنِي بُرهَةً=أَرْوِي غَرَامًا مًا لَهُ تَحوِيلاً
وَلَقَد ذَكَرتُكِ بِالأَصِيلِ فَهَيَّجْتِ =قَلبِي فَأَمْسَى لِلبِعَادِ عَلِيلاً
وَجَلَستُ أَنْهَلُ مِن خَيَالِكِ لَحظةً =فَرَأَيتُ رُوحِي تَستَطِيبُ أُفُولاً
يَــا نَفحَةً لاَقَى فُؤَادِي عِطرُهَا=مَاكَانَ حُبِّي لُعبَةً وَفُضُولاً
لَكنَّهُ وُجْدٌ تَأَصَّلَ سَابِقًا =فَأَظَلَّنِي دَامُ الهَنَاءِ ظَلِيلاً
وَرَوَّيتُه بِالدَّمِ حِينٌ رَأيْتُهُ =يَهتَزُّ كَالغُصْنِ الرَّطِيبِ جَمِيلاً
وَوَهَبتُ قَلبِي مِنحَةً وَهَدِيَّةً =إِنِّي أَرَاهُ عَلَى الْحَبِيبِ قَلِيلاً
نَازَعْتُ نَفسِي أَن تُكَدِّرَ صَفوَهَا =وَجَعَلْتُهَا لِحَيَاتِهَا قِندِيلاً
أَحرَقْتُ دَهرِي كَي أُضِئَ دُرُوبَهَا =فَالعُمرُ أَصبَحَ لِلمَهَاةِ فَتِيلاً
سَأَظَلُّ أَحفَظُ وُدَّهَا مُتَرَقِّبًا=أَروِي بِهِ عِندَ اللِّقَاءِ غَلِيلاً