المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إكـتئـــــاب ,,


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25

مشعل الطيب
10-05-2009, 05:20 PM
..
فى زمهريرِ البردِ فى عزِّ الشتاء..
النفسُ غائمةٌ
كما الدنيا..
كَما كُنا ومازِلنا
على مرِّ الدهُور..
زادُنا صبرٌ وبعضُ الخُبزِ..
شئٌ من أمانىٍّ عجافٍ
فى مواسمٍ ندرةٍ ويباسِ حُلم..
قَد تَعِبَت على أكتافنا الآمال
فتنازلتْ واستسلمتْ..
من أينَ لها التصبُرُ
واحتمالُ المستحيل..
..
الروحُ غائمةٌ
كما كُل الوجود
فى رَحْلِها قلّت مواعينُ التزوّدِ والوقود
صَلّت مَعَ الايامِ قامت ليلها
سبَحَت إلى الإسراءِ فى زهوِ السُجود
وتوحّدت
بالقادمينَ من الزمانِ المستحيل..
ياأيها الآتينَ من زمنِ الرسول
إلىَّ بَعضَ الزادِ مِن ماءٍ وقوت..
فلقد ظمِئتُ على الدروبِ
إلى محطاتِ الرحيلِ إلى الخُلود..
ولقد تعبتُ من المسِيرِ إلى المنافى
واصطبارات التجاهُلِ والجُحُود..
ياأيها الآتينَ مِن زمنِ الرسُول
ماذا جرى للمُسلمينَ النائمينَ
بِسفحِ أوديةِ السُكُوت ؟؟
القانعينَ بصمتِهم
وبُكائِهم
وجِراحِهم
وكأنها الأقدارُ جاءتنا إلى غُرفِ البُيوت..
من أىّ ثقبٍ فى جدارِ الحُلمِ
جاءتنا صواريخُ اليهود ؟؟
من أىّ نافذةٍ على أهدابنا
قفز التتارُ الحاقدين ؟؟
من أين تأتينا شِباكُ العنكبوت ؟؟
ياصديقى أعتذِر
ماكان قصدىَ أَن أُقلِب
فى المواجعِ والضجر
الآنَ ناولنى عَزائكَ
بَعضَ ودِّك ..
وانصرف
غادِر إلى مُدُنِ الصفيح
حيث جئت ولاتعد
نقِب فى ذواتك عن سلام..
وارتشِف كأسَ ابتسامِك للحياة
فهُنا المدامِعُ تزدهر..
الآن وحدكَ ..
لستَ وحدَك ..
صمتُك نَبضُ قَلبِكَ ..
شوقُكَ
قابعٌ فى جوفِ نفسِكَ..
هل ترى فى الناسِ بعضاً مِن بكائِك ؟؟
هل دُموعُك مِن عُيُونِك ؟؟
هل دِماءُك من جِرَاحِك ؟؟
ربما..!!
فاشْرَق بحُلمِك..
وانتظِر..
..
..
مشعل الطيب.