جئتك أحمل روحي بيدي (فلسطين)

[جلال ابراهيم الصبيح]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جئتك أحمل روحي بيدي


جئتك...وروحي أحملها بكفي....

جئتك...والزمان العائب...يطعننا من

الوريد إلى الوريد....جئتك....والدم الأحمر

ينزف من عيوني....

جئتك...والغبار قد غطى منكبي....أتدرين لماذا؟

لأنني عربي....لأنني وقفت ضد كل الأعاصير

التي حاولت تمزيق بيتي المتواضع....

فما وجدت سوى روحي العذراء أعطيك....

فما وجدت سوى عيوني العمياء...أهديك....

ربما...ربما يوما سترى النور بين ذراعيك....

فلسطين...فلسطين...يا حلما...

يراودني يا ولها يعانق فكري....فمتى اللقاء

سيدتي....متى أقبل ترابك...

وأطير كالحمامة البيضاء في سماءك....

أتيتك....والقنابل العنقودية تنفجر في جسدي

أتيتك والسماء أطبقت سقفها على رأسي....

والدنيا ضاقت علي بوسعها....

أتيتك آملا أن أحرر شبرا من أرضك....أتيتك....

آملا أن أوطئ جبالك....وأحاكي الغيمات

فوقك....

فلسطين....يا وطنا من الزهور

الميتة....ولاتعتقدي

بأنهنم يوما قتلوك....لا وألف لا....بل نحن من

قتلك...

عندما سكتنا وأدرنا وجوهنا...عندما أعرضنا

وركضنا كالثعالب الجائعة

وراء...حكم...مناصب....نقود.... .

جئتك...وروحي تنادي ببئس عليك....

جئتك بائع ورد......وصانع سيوف....

جئتك شاعرا صغيرا....وجنديا مجالدا...

فاليوم أموت وغدا أموت...إن لم أضع قدمي

على ترابك

إن لم أقبل مساجد قدسك....جئتك

اليوم....وروحي

المزجاة بعبق تاريخك....وروحي التائهة في

متاهة عشقك قد ماتت شوقا

للقاءك....ويوما....سألقاك....و ستعود لنا راياتك

و سأكون بروحي فاخرا....وبك

زاخرا...وبعطرك ماخرا....وكل ما

أعرفه و أعتقده....بأنك عائدة....عائدة....ولقد

جئتك اليوم أحمل روحي.....ولا أعرف ما

أعطيك....سوى وردة...و بعض روح....

وسيف جدي....



عاشق دمشق