المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنــ((مشاعر امرأة ))ـــــوف


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27

هنوف الجوف
05-03-2009, 10:13 PM
أحياناً يكون الحزن أكبر من احتمالنا .. ويصبح العذاب أكبر من الصبر عليه .. وقد نؤثر الموت على الحياة .. حينما تصبح حياتنا طوفاناً من الألم .. في صدري جبال من الهموم .. براكين من الغضب .. بحار متلاطمة الأمواج من القلق .. آه يـــــــــاإلهي .. أعاصير رهيبة من الحزن تعصف بي .. وكبدي تكاد تتفتت من شدة القهر .. لاشئ .. لاشئ على الإطلاق يمكنه أن يسليني أو يخفف مابي .. معجزة فقط من الله تعالى .. معجزة فقط .. تستطيع قلب الموازين .. إلى أين أهرب من ذاتي المعذبة ومن معانتي .. لو حلقت عالياً في فضاءات السكون .. أو غصت في لجج الضوضاء .. فحزني سأحمله معي في صدري .. لن يفارقني .. لكأن قلبي قطعة متقدة من الجمر .. توقد في نفسي نيراناً .. ربــــــاه .. سوف افقد عقلي إن بقيت على هذا الحال .. ولكن اأن المفر؟؟ وفي يدي سلاسل من حديد وفي عنقي أغلال من العهود و حولي جدران عالية وأبواب عملاقة وليس لها سوى مفتاح واحد .. ومفتاحها بيده ..هو الوحيد الذي تؤلمني وتقهرني ضرباته .. هو الوحيد الذي تسعدني منه كلمة أو إبتسامة .. كطفل صغير .. كيف وصلت إلى هذا الحد ؟؟ كيف ألغيت ذاتي وحياتي وتشكلت في بوتقة وجوده ؟؟ كيف جعلته محور سعادتي وسبب شقائي وهو لايعبأ .. لاتهمه معاناتي ولا تهزه دموعي .. لقد ذهب و ربما لن يعود .. أأمضي العمر كله بالألم .. إن بقي بالعمر بعد كل هذا الحزن بقية .. ليتني ملكت لساني عندما استفزني .. كان غاضباً فقابلته بعاصفة من الغضب والكلام الجارح . أكان من الضروري أن أذكره وهو في هذه الحال بالذات بكل عيوبه وأخطائه ؟؟ بل بمعاناتي معه على مدى أربعة عشر عاماً.
كم صبرت وصبرت على أذاه .. كم تحملت سوء خلقه .. كم داريت عنه عبراتي .. وغصصت بكلماتي ..حتى تبقى هذه السفينة سائرة في بحر الحياة المتلاطم .. الذي لم يهدأ يوماً ما .. من أجل هؤلاء الصغار صبرت .. وكان لابد ان أصبر لكي يعيشوا بين أب وأم .. فلا يفقدون أحدهما .. وحتى لاتحرم عيني من رؤيتهم صبح مساء ..
لقد خرج .. ولا أظنه سيعود .. إنه لم يقدر تضحياتي و أنا صامتة صابرة .. فكيف له أن يقدرها و أنا غاضبة ثاثرة .. أعرفه جيداً .. سيحاول أن يجعلني أندم على كل كلمة قلتها له .. وكل ماعاتبته عليه ..إن قلبه ملئ بالحقد فأي طريقة ياترى سوف يشفي بها غليله ؟؟ آآآآه يالهي .. لماذا هربت من أمامه ؟ لماذا تركته يخرج غاضباً ؟؟
ليتني ذهبت إليه .. ووضعت يدي بين يديه .. ونظرت مباشرة في عينيه وابتسمت .. لكانت تلك الإبتسامة كفيلة بغسل قلبينا من كل ألم .. وتصفيهما من كل غضب .. ولكنني كابرت .. وهاأنذا أدفع الثمن ..
الساعة تقترب من الثانية صباحاً .. ترى أين ذهب الآن ؟؟ أين يكون ؟؟ هل هو مع احداهن ؟؟ لا .. لايمكن أن تكون هذه نهاية حياتي معه .. أيكون فعلها ؟ نعم بالتأكيد وإلا فأين سيكون ؟؟ لايغيب الرجل طويلاً عن بيته إلا إذا كان في حياته امرأه أخرى .. آه يا إلهي .. بالتاكيد هو معها الآن .. يسامرها ويحادثها أطيب حديث .. ويح قلبي . زوجي مع امرأة غيري .. أثمة امراة بالدنيا تستطيع احتمال مثل هذا الألم الذي يحتويني .. كيف حدث هذا بسرعة ؟؟ لا أظن أبداّ أن ماحصل كان وليد الصدفة .. لابد و أنه افتعل معي تلك المشكلة ليجد الأعذار والمبررات لفعلته الشنعاء .. يا إلهي .. الموت أرحم لي من هذا العذاب .. وماذا أفعل الآن وقد بلغت الساعة الرابعة صباحاً .. ليس الوقت مناسباً لكي أحادث أمي أو أختي ..لاأستطيع الاحتمال .. يالهذا الدوار .. يبدو أنه سيغمى علي .. الظلام الدامس يحيط بي والسواد يلف كل كياني .. لاشئ غير سكون طويل .. طويل
حنان .. حنان .. مابك ياحبيبتي ؟؟ لماذا تنامين على الأرض هكذا ؟؟ هل أنتِ بخير ؟؟ ولماذا لم توقظي الأولاد حتى يذهبوا إلى مدارسهم ؟؟ ولماذا لم تذهبي إلى عملكِ ؟؟
ماذا .. من أنت ؟ .. أتيت ؟ .. هل .. لماذا .. أين كنت ؟؟ لماذا ترتدي ملابس العمل الرسمية ؟؟ مابك ؟ أنسيتي أنني كنت في العمل ؟؟ فالبارحة كان موعد مناوبتي الليلية ..

انتهت قصة مشاعر امرأة

بقلمي :- هنوف الجوف