جلال ابراهيم الصبيح
28-01-2009, 10:33 PM
هذه القصة النقدية حصلت على أرض الواقع معي أنا...
وأرجو أن تستحوذ على بعض رضاكم:
يوما...ككل يوم كنت أقود سيارتي عائدا من عالم اسمه (المدرسة) وأنا أفكر...ماذا
سآكل...ماذا سأكتب...أين سأذهب هذا المساء...وعندما توقفت عند إشارة المرور....
وقف بقربي باصٌ فيه بنات صغيراتٌ يلعبن ويضحكن ويتراقصن...فللوهلة الأولى ضحكت
وابتهجت لحالهن...فأخذت أمتع ناظري بضحكاتهن ولعبهن...فلاحظت عند النافذة الخلفية
للباص...فتاةٌ صامتة حزينة...جالسة لوحدها...بعيدا عن الأخريات...فلوهلة...لم ألق للأمر
بالا...ولم أنظر لها بلمم...ولكن لما تكرر الأمر عدة مراتٍ وفي أكثر من يوم وأكثر من
موقف...تساءلت...وتساءلت...يا ترى(لم لا تلعب هذه الطفلة مع نظيراتها...لم لا تضحك
معهن...لم لا تلعب معهن...فمرة لاحظت أن الأخرياتِ يحادثنها بالإشارات...وهي ترد
عليهن بنفس الطريقة...فاكتشفت أنها صماء...بكماء...لا تعي الكلام...وما سمعت قولا
قط.....فتجلس حزينة...بعيدة عن صديقاتها...أو بالأحرى محتقراتها...فيذممنها ويتركنها
بين جنبات الحزن...ولأني فقط كنت أراها عند إشارة المرور كنت كلما رأيتها...أشوح لها
بيدي...وأبتسم لها...وأعانق عينيها بنظراتي لعلها مرة تحس بالفرح...فكانت لا تحرك
ساكناً ولكنها فقط تكتفي بالابتسام لي...ورغم أني لم أحاكيها أبدا...ولكني إلى اليوم
كلما رأيتها أبتسم لها...وأشوح لها...ينتابني إحساس بالشفقة على تلك الصغيرة
وينتابني في نفس اللحظة شعور بالفرحة لأني لم أحرمها من رأية وجه مبتسم لها
لا وجها يحتقرها ويبعد ناظريه عنها كلما رآها...فأتساءل في داخلي لم نحن هكذا...لم
نحن متكبرون هكذا...ألأننا كاملوا الخلقِ وهي ناقصة...ألأننا نحن نسمع ونحكي ونعي
القول...وهي لا...ولكن هيهات هيهات....فلرب ناقصٍ في خلقه قد صعد في خُلُقه أعلى
الدرجات...ولرب ناقص طرفا...بدله الله أحسن منه شيئا آخر...أنا أظن بل أكاد أجزم بأن
كل معاق في جسده معافاً في بصيرته....فلرب مبصرٍ أعمى بصيرة...ولرب أعمى أعلم
من المبصرين بصيرة...رغم أنها لا تسمع ولا تتكلم...ولكن عينيها تحكي قصصا في الحزن
رغم أنها فتاة صغيرة الجسد هزيلة القوى...ولكن كلما رأيتها ترسم الابتسامة على فمها
أعرف كم هي فتاة كبيرة القلب...وكم هي فتاة بريئة....عيبنا أننا لا ننظر للقلوب.....ولكن
ننظر للمظاهر والعيوب...عيبنا أننا لا نعي الأسباب...ولكن كل همنا العتاب....ليس ذنب
تلك الصغيرة أنها هكذا وليس ذنب أي معاقٍ بأنه هكذا....ولكن الذنب يقع علينا لأننا هكذا.
جلال إبراهيم الصبيح
وأرجو أن تستحوذ على بعض رضاكم:
يوما...ككل يوم كنت أقود سيارتي عائدا من عالم اسمه (المدرسة) وأنا أفكر...ماذا
سآكل...ماذا سأكتب...أين سأذهب هذا المساء...وعندما توقفت عند إشارة المرور....
وقف بقربي باصٌ فيه بنات صغيراتٌ يلعبن ويضحكن ويتراقصن...فللوهلة الأولى ضحكت
وابتهجت لحالهن...فأخذت أمتع ناظري بضحكاتهن ولعبهن...فلاحظت عند النافذة الخلفية
للباص...فتاةٌ صامتة حزينة...جالسة لوحدها...بعيدا عن الأخريات...فلوهلة...لم ألق للأمر
بالا...ولم أنظر لها بلمم...ولكن لما تكرر الأمر عدة مراتٍ وفي أكثر من يوم وأكثر من
موقف...تساءلت...وتساءلت...يا ترى(لم لا تلعب هذه الطفلة مع نظيراتها...لم لا تضحك
معهن...لم لا تلعب معهن...فمرة لاحظت أن الأخرياتِ يحادثنها بالإشارات...وهي ترد
عليهن بنفس الطريقة...فاكتشفت أنها صماء...بكماء...لا تعي الكلام...وما سمعت قولا
قط.....فتجلس حزينة...بعيدة عن صديقاتها...أو بالأحرى محتقراتها...فيذممنها ويتركنها
بين جنبات الحزن...ولأني فقط كنت أراها عند إشارة المرور كنت كلما رأيتها...أشوح لها
بيدي...وأبتسم لها...وأعانق عينيها بنظراتي لعلها مرة تحس بالفرح...فكانت لا تحرك
ساكناً ولكنها فقط تكتفي بالابتسام لي...ورغم أني لم أحاكيها أبدا...ولكني إلى اليوم
كلما رأيتها أبتسم لها...وأشوح لها...ينتابني إحساس بالشفقة على تلك الصغيرة
وينتابني في نفس اللحظة شعور بالفرحة لأني لم أحرمها من رأية وجه مبتسم لها
لا وجها يحتقرها ويبعد ناظريه عنها كلما رآها...فأتساءل في داخلي لم نحن هكذا...لم
نحن متكبرون هكذا...ألأننا كاملوا الخلقِ وهي ناقصة...ألأننا نحن نسمع ونحكي ونعي
القول...وهي لا...ولكن هيهات هيهات....فلرب ناقصٍ في خلقه قد صعد في خُلُقه أعلى
الدرجات...ولرب ناقص طرفا...بدله الله أحسن منه شيئا آخر...أنا أظن بل أكاد أجزم بأن
كل معاق في جسده معافاً في بصيرته....فلرب مبصرٍ أعمى بصيرة...ولرب أعمى أعلم
من المبصرين بصيرة...رغم أنها لا تسمع ولا تتكلم...ولكن عينيها تحكي قصصا في الحزن
رغم أنها فتاة صغيرة الجسد هزيلة القوى...ولكن كلما رأيتها ترسم الابتسامة على فمها
أعرف كم هي فتاة كبيرة القلب...وكم هي فتاة بريئة....عيبنا أننا لا ننظر للقلوب.....ولكن
ننظر للمظاهر والعيوب...عيبنا أننا لا نعي الأسباب...ولكن كل همنا العتاب....ليس ذنب
تلك الصغيرة أنها هكذا وليس ذنب أي معاقٍ بأنه هكذا....ولكن الذنب يقع علينا لأننا هكذا.
جلال إبراهيم الصبيح