المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشعر والشعراء - قصيدة


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

سيديوسف
17-08-2008, 06:23 PM
وَالْحَرْفِ .. حِينَ الْهَوَى يُسَرِّبُهُ
وَفِي اشْتِعَالِ الصُّدُورِ يَسْكُبُهُ
وَالْبَيْتِ .. إِذْ طَبْعُنَا يُزَاحِفُهُ
ثُمَّ اخْتِمَارُ الرُّؤَى يُهَذِّبُهُ
وَالْفَنِّ .. بِالْمُعْجِزَاتِ يَبْهَرُنَا
ـ وَالْفَنُّ لا تَنْقَضِي عَجَائِبُـــهُ ـ
إِنَّ الَّذِي فِي هَوَاهُ صُحْبَتُنَا
لَسَامِرٌ .. حِسُّنَا مَضَارِبُهُ

يَا نَاعِياً فَنَّنَا وَبَاكِيَهُ
"إِنْ كُنْتَ تَبْكِيهِ .. نَحْنُ نَكْتُبُهُ"
نَقُولُ فِي حُسْنِهِ الْمُحَلِّقِ مَا
تَقُولُ فِي "يُوسُفٍ" صَوَاحِبُهُ
مَا بَيْنَنَا؟!.. بَيْنَنَا تَشَاجُرَةٌ
يَجْذِبُنَا تَارَةً .. وَنَجْذِبُهُ
تَأْتِي صَبَاحَاتُهُ .. فَيُبْعِدُنَا
فَإِنْ أَتَى لَيْلُنَا نُقَرِّبُهُ
وَبِالَّذِي نَشْتَهِي .. يُعَذِّبُنَا
وَبِالَّذِي نَشْتَكِي نُعَاتِبُهُ
يَا سَائِلَ الشِّعْرِ عَنْ مَوَاجِعِهِ
نَحْنُ بِأَوْجَاعِنَا نُطَبِّبُهُ

مَعْشَرُنَا .. فِي الْهَوَى مَوَاكِبُهُ
وَنَارُنَا فِي الدُّجَى كَوَاكِبُهُ
أَوَّلُنَا فِي الْقَدِيمِ هَلْهَلَهُ
فَصَفَّقَتْ فِي السُّطُورِ أَضْرُبُهُ
وَآخَرٌ .. وَالْهَلاكُ حُلَّتُهُ
رَاحَ عَلَى قَبْرِهِ يُشَاغِبُهُ
وَثَالِثٌ .. صِنْوَ السَّيْفِ جَرَّدَهُ
فَافْتَخَرَتْ عَبْسُهُ وَتَغِلِبُهُ
وَرَابِعٌ .. كَالْيَمِينِ بَرَّ بِهِ
فَهْوَ لَهُ الدِّرْعُ .. وَهْوَ ضَارِبُهُ
وَخَامِسٌ .. وَهْوَ نَازِفٌ أَلَماً
قَضَى اللَّيَالِي بِالْبَابِ يُطْرِبُهُ
وَسَادِسٌ .. فِي احْتِدَامِ غُرْبَتِهِ
صَاحَبَهُ فَانْمَحَى تَغَرُّبُهُ
وَسَابِعٌ .. كَالْفَرَاشِ دَارَ بِهِ
لَمْ يَدْرِ .. إِلاَّ وَالنَّارُ تُلْهِبُهُ
وَثَامِنٌ .. بِالْمَدِيحِ صَعَّدَهُ
إِذْ تَاسِعٌ .. هَاجِياً يُكَبْكِبُهُ
وَعَاشِرٌ ـ كَاسِفَ الْعُيُونِ ـ مَضَى
يُرْشِدُنَا .. وَالْحُرُوفُ تَسْحَبُهُ
يَا بَاحِثاً عَنْ جُذُورِ سِدْرَتِهِ
لِمَنْ ـ سِوَى مُبْدِعِيهِ ـ تَنْسِبُهُ؟

يَا صُحْبَةَ الشِّعْرِ .. يَا ذَوِي رَحِمِي
وَجَرْسُكُمْ غُصْنُهُ وَمَذْهَبُهُ
الشِّعْرُ .. عَنْ ذَاتِهِ يُسَائِلُنَا
وَغَيْرُنَا ـ غَاوِيــاً ـ يُجَاوِبُهُ
يَقُولُ مَنْ فِي حُرُوفِهِ مَرَضٌ
: "أَعْذَبُهُ فِي النُّفُوسِ أَكْذَبُهُ"
مَا كُلُّ مَنْ ذَاقَ الْكَأسَ أَسْكَرَهُ
سَلْسَلُهَا وَانْتَشَى تَرَقُّبُهُ
لَوْ جَرَّبُوا رَوْعَةَ انْتِفَاضَتِهِ
لَوْ زَمَّهُمْ مِثْلَنَا تَذَبْذُبُهُ..
لَوْ أَبْصَرُوا مَاءَهُ .. تُدَاهِمُنَا
مِنْ كَوْنِهِ الْمُشْتَهَى سَحَائِبُهُ..
لَوْ عَلِمُوا مَا تَبُثُّ فِي دَمِنَا
وَرُوعِنَا إِنْ أَتَتْ كَتَائِبُهُ..
لَمَا اسْتَبَاحَ الْكَلامَ قَائِلُهُمْ
وَلا أَزَاحَ السِّتَارَ حَاجِبُهُ

الشِّعْرُ .. مَا الشِّعْرُ؟ .. غَيْرُ غَضْبَتِهِ
حِينَ عَلَى الْمِصْرَاعَيْنِ نُغْضِبُهُ
الشِّعْرُ .. مَا الشِّعْرُ؟ .. غَيْرُ هَدْأَتِهِ
إِذَا بِأَحْلامِنَا نُدَاعِبُهُ
مَا هُوَ؟ .. إِلاَّ انْفِرَاطُ حَبَّتِنَا
وَنَحْنُ فِي عِقْدِهِ نُرَتِّبُهُ
هَلْ هُوَ .. إِلاَّ انْفِسَاحُ عَالَمِنَا
وَهْوَ يَشُقُّ الْبُحُورَ قَارَبُهُ؟
الشِّعْرُ فِي الْبَحْرِ .. مَوْرُ لُجَّتِهِ
وَنَحْنُ فِي عُمْقِهِ طَحَالِبُهُ
هُوَ الرَّفِيقُ الَّذِي يُفَارِقُنَا
وَفَيْضُ أَشْوَاقِنَا حَقَائِبُهُ
هُوَ الحَبِيبُ الَّذِي الحَنِينُ لَهُ
وَصَوْتُنَا دَارُهُ .. وَأَدْرُبُهُ
مَا بَيْنَنَا؟ .. بَيْنَنَا تَسَاهُلُنَا
لَهُ .. وَمَا شَاءَهُ تَصَاعُبُهُ
هُوَ الْغَرِيمُ .. الَّذِي جَحَافِلُنَا
بِهِ .. لَهُ .. مِنْهُ .. فِيهِ .. تَغْلِبُهُ