صلاح محمود الخداش
11-01-2008, 09:55 PM
يا طاعن القلب
يا صاحبي هل رأيتَ الشَّمسَ والقمـرا = يا صاحبي هل سقيت الورد والزَّهـرا
من أجلها ملأت دمعاتك القِرَبـــا = من ماء نبعٍ جرى في الأرض فانفجرا
يكفيك ذكراً لمن قد قتَّلـوا حلمــاً = قد عاش من عمره حولين واندثــرا
كـفَّ الدموع فإنَّ الوجهَ منقلــبٌ = والعينُ قد أرسلت من جفنها شـررا
يا مَنْ ركبت بحاراً لا قرار لـهـــا = أصبحتَ في غرقٍ والمـاءُ قد عكـرا
يا مَنْ سهرت بليلٍ حالك الظلـــمِ = والشِّعـرُ قد عانق الأفكار والسَّمـرا
يا ناظم الشِّعر للأحباب في شغَــفٍ = أهلكت نفسك بالأوهام منتظــرا
من شوكها يا أخي لا يُؤْخذُ العـنـبُ = أشجارُها حجبتْ عن عينك الثَّمـرا
قد أقحلت أرضـنا يا راعيَ الإبــل = والشمسُ قد أحرقت نيرانهُا الشَّجـرا
يا طاعن القلب بالرُّمـح والحِــرَبِ = فلتعطني سبباً إن كنت مقتـــدرا
هل من ضميرٍ صحا يومـاً يؤنِّبــه = والمرءُ من فعله قد جاء معـتــذر ا
لا الاعتذارُ يشافيني ولا الأســـفُ = جرحٌ عميقٌ رسا في القلب وانتشـرا
ماذا جـرى يا حبيبي هل لنـا عتـبٌ = رغم الذي صار في القلبين فانشطرا ؟
يا هارباً في الضحى والعينُ ترقبــُـهُ = يا ليتـه عادني واسترشـد العبـرا
السيفُ قد بتـرَ الأعناقَ والقدمــا = هل كنتَ يومَ طعنتَ القلبَ منتصرا ؟
ما زلت في عجبٍ من صاحبِ القُضُبِ = كيف استجابَ له قلبٌ به سُحِـرا
لن تشرقَ الشمسُ فوقَ السَّهلِ والجبلِ = لن يطلعَ النَّجمُ ليلاً لن نرى القمـرا
لن ينبتَ العشبُ في الصحراءِ والتُّرَبِ = إن لم نجدْ سحباً كيْ تسقطَ المطــرا
ذكراك قد حُفظتْ في الصدرِ والمهجِ = تحكي لنا قصَّةَ الماضي وما نُشـــرا
ماذا نقولُ إذا الأيام قد وقفـــتْ = سـدًّا منيعاً كوى جسمي وما فَتَـرا
ماذا يفيدُ البكا والدَّمعُ والنَّـــدمُ = إِنْ صـار محبوبهُا في الدَّار محتضـرا ؟
لا ترجئ الأمرَ للأقدار محتكمــــاً = يا صاحبي ما نجا من عاتـبَ القـدرا
بالله لا تخفِ ما بالنَّفس من ألـــمٍ = هل من مزارٍ لمن قد مـات مصطبـرا
إنِّـي فقدتُ حبيباً في الثَّرى دُفِـنــا = والقلبُ من حزنه قد صار معـتصـرا
قبـرَ الحبيبِ لقد واريتَ لـي أمــلاً = واليومَ أبكيكَ دمعاً يُطمـسُ البصـرا
أفكارُه نظمـتْ شعـراً يخاطبنــي = ورداً وزهـراً وعهـداً حكـى دررا
فارقتني فجثا جسمـي على الرُّكــبِ = والعينُ قد كتبتْ من دمعهـا خبـرا
قد ماتَ مَنْ أغضبَ الأحبابَ في كمـدٍ = مـما ترى أيُّها الإنسانُ كُنْ حِـذَرا
واليومَ جِئْتُ أقولُ الشعرَ والحكمـــا = يا عاقلاً أينَ نحنُ اليومَ مِـنْ عُمَــرا
يا ليلُ يا حارسَ العشَّاقِ في السَّهـــرِ = انظرْ لحالي فإنـي بـتُّ منكسـرا
إني سألتُكَ عن نجمٍ ولم تجُـِــــبِ = زينِ السما قد نأى عنِّـي وما ظهـرا
كلُّ النُّجومِ غدتْ تبكي معـي ألمــاً = مـما جرى وأتتْ تنعى بـه زُمـرا
هذا الذي كان لي في الدهر يؤنسنــي = أيوبُ قد عاشَ في الوديانِ مستتــرا
لا لومَ يا لائمي فالفلكُ قد غرقـــتْ = والشمسُ غابتْ على مَنْ ماتَ مختضرا
يا مَنْ مررتَ بنا فاجعلْـهُ لـي كفنـاً = واكتبْ على قبرنـا التاريخَ والسَّيـرا
شعر / صلاح الخداش
يا صاحبي هل رأيتَ الشَّمسَ والقمـرا = يا صاحبي هل سقيت الورد والزَّهـرا
من أجلها ملأت دمعاتك القِرَبـــا = من ماء نبعٍ جرى في الأرض فانفجرا
يكفيك ذكراً لمن قد قتَّلـوا حلمــاً = قد عاش من عمره حولين واندثــرا
كـفَّ الدموع فإنَّ الوجهَ منقلــبٌ = والعينُ قد أرسلت من جفنها شـررا
يا مَنْ ركبت بحاراً لا قرار لـهـــا = أصبحتَ في غرقٍ والمـاءُ قد عكـرا
يا مَنْ سهرت بليلٍ حالك الظلـــمِ = والشِّعـرُ قد عانق الأفكار والسَّمـرا
يا ناظم الشِّعر للأحباب في شغَــفٍ = أهلكت نفسك بالأوهام منتظــرا
من شوكها يا أخي لا يُؤْخذُ العـنـبُ = أشجارُها حجبتْ عن عينك الثَّمـرا
قد أقحلت أرضـنا يا راعيَ الإبــل = والشمسُ قد أحرقت نيرانهُا الشَّجـرا
يا طاعن القلب بالرُّمـح والحِــرَبِ = فلتعطني سبباً إن كنت مقتـــدرا
هل من ضميرٍ صحا يومـاً يؤنِّبــه = والمرءُ من فعله قد جاء معـتــذر ا
لا الاعتذارُ يشافيني ولا الأســـفُ = جرحٌ عميقٌ رسا في القلب وانتشـرا
ماذا جـرى يا حبيبي هل لنـا عتـبٌ = رغم الذي صار في القلبين فانشطرا ؟
يا هارباً في الضحى والعينُ ترقبــُـهُ = يا ليتـه عادني واسترشـد العبـرا
السيفُ قد بتـرَ الأعناقَ والقدمــا = هل كنتَ يومَ طعنتَ القلبَ منتصرا ؟
ما زلت في عجبٍ من صاحبِ القُضُبِ = كيف استجابَ له قلبٌ به سُحِـرا
لن تشرقَ الشمسُ فوقَ السَّهلِ والجبلِ = لن يطلعَ النَّجمُ ليلاً لن نرى القمـرا
لن ينبتَ العشبُ في الصحراءِ والتُّرَبِ = إن لم نجدْ سحباً كيْ تسقطَ المطــرا
ذكراك قد حُفظتْ في الصدرِ والمهجِ = تحكي لنا قصَّةَ الماضي وما نُشـــرا
ماذا نقولُ إذا الأيام قد وقفـــتْ = سـدًّا منيعاً كوى جسمي وما فَتَـرا
ماذا يفيدُ البكا والدَّمعُ والنَّـــدمُ = إِنْ صـار محبوبهُا في الدَّار محتضـرا ؟
لا ترجئ الأمرَ للأقدار محتكمــــاً = يا صاحبي ما نجا من عاتـبَ القـدرا
بالله لا تخفِ ما بالنَّفس من ألـــمٍ = هل من مزارٍ لمن قد مـات مصطبـرا
إنِّـي فقدتُ حبيباً في الثَّرى دُفِـنــا = والقلبُ من حزنه قد صار معـتصـرا
قبـرَ الحبيبِ لقد واريتَ لـي أمــلاً = واليومَ أبكيكَ دمعاً يُطمـسُ البصـرا
أفكارُه نظمـتْ شعـراً يخاطبنــي = ورداً وزهـراً وعهـداً حكـى دررا
فارقتني فجثا جسمـي على الرُّكــبِ = والعينُ قد كتبتْ من دمعهـا خبـرا
قد ماتَ مَنْ أغضبَ الأحبابَ في كمـدٍ = مـما ترى أيُّها الإنسانُ كُنْ حِـذَرا
واليومَ جِئْتُ أقولُ الشعرَ والحكمـــا = يا عاقلاً أينَ نحنُ اليومَ مِـنْ عُمَــرا
يا ليلُ يا حارسَ العشَّاقِ في السَّهـــرِ = انظرْ لحالي فإنـي بـتُّ منكسـرا
إني سألتُكَ عن نجمٍ ولم تجُـِــــبِ = زينِ السما قد نأى عنِّـي وما ظهـرا
كلُّ النُّجومِ غدتْ تبكي معـي ألمــاً = مـما جرى وأتتْ تنعى بـه زُمـرا
هذا الذي كان لي في الدهر يؤنسنــي = أيوبُ قد عاشَ في الوديانِ مستتــرا
لا لومَ يا لائمي فالفلكُ قد غرقـــتْ = والشمسُ غابتْ على مَنْ ماتَ مختضرا
يا مَنْ مررتَ بنا فاجعلْـهُ لـي كفنـاً = واكتبْ على قبرنـا التاريخَ والسَّيـرا
شعر / صلاح الخداش