حديث الورقة والقلم

[هيثم محمود السويري]

حديث بين الورقة والقلم
أمسك القلم بنفسه وأمتطي جواده وهرول مسرعا نحو الورقة , وعندما وصل إليها واستقر في مقدمتها تحركت الورقة من سكونها وهتفت بأعلي صوتها قائلة له أهلا بك ومرحبا , اشتقت إليك كثيرا فلقد طال غيابك عني ولكن ما الذي أتي بك في هذه الساعة المبكرة وبهذه السرعة ؟
صمت القلم قليلاً فيبدو أنه كان في عجالة من أمره فهو لا يريد أن يتحدث مع الورقة بل يريد أن يكتب عليها ولكنه أدرك أنه لا يستطيع أن يكتب عليها إلا بموافقتها فأخبرها عما يدور في نفسه قائلاً أريد أن اكتب شيئا اذكر به المسلمين وأعيدهم به إلي رشدهم فلقد كادت أراضيهم تضيع منهم ولقد تفشي الظلم فيما بينهم انزعجت الورقة وقالت له لا فائدة من ذلك كله فكثيراً ما أمسك بك الكتاب وكنت أنت مسيرا لهم وأنا كذلك وكتبوا بك الكثير علي ولكن لا أحد يفهم ما بي فأنا ملقاة دائماً في الشوارع أو ملصوقة علي الحوائط يتجاهلني كثير من الناس وإذا قرأني بعضهم لا يفهم ما بي وإذا فهم لا يعمل سأضرب لك مثلاً علي ذلك هناك أرض تسمي فلسطين وقد عاث فيها اليهود فساداً وبدورك أنت قدمت الحل وكتبت علي " المقاطعة – الدعاء – التبرع " ولكن لا أحد يفعل ذلك إلا القليل وهناك أرض تسمي العراق وقد كُتب علي الكثير قبل أن تحتل " انقذوا العراق " ولكن هيهات
كاد القلم ينفجر غيظا من هذه الورقة اليائسة لولا أنه كظم غيظه وأمسك نفسه وقال لها عزيزتي الورقة نحن نفعل ما علينا ونقدم النصيحة , فقاطعته الورقة لن يقرأها أحد فرد عليها بل سيقرؤها واحتدم الصراع بينهما وكادا يفترقان لولا أن صمت القلم وسكن إلي نفسه واستقر بجانب الورقة التي انطوت علي نفسها وصمتت هي الأخري ليستريحا , فيبدوا أن الحوار قد أرهقهما ليكملاه في الغد القريب
امضاء
حماااس