الخنساء
23-11-2007, 06:54 PM
الوهم والشك
--------------------------------------------------------------------------------
لكل منا حقيقته التي يحملها داخل دورته الدموية وتطوف معه الأزمنة والأمكنة ، لكل منا حقيقته التي لا يعرفها الا هو فقط .. حقيقة الخير والشر في ذاته والكرم والبخل في نفسه والصدق والكذب في مشاعرة والخوف والحلم والذكريات وكل تلك المغاور والمجاهل السرية داخل كهوف الروح ....
ويبقى الآخر الذي نتعامل معه أيا كان موقعه وقيمته من حياتنا زوجا أم حبيبا أم صديقا أم أخا .. يبقى بيننا وبينه حاجز مثل اللوح الزجاجي منتصب فيما بيننا وبينه ويختلف لون هذا اللوح الزجاجي وطوله وعرضه ولونه باختلاف شخصياتنا وكذلك بأختلاف مشاعرنا تجاه الآخر وقربنا منه نفسيا وجسديا .
ويخطئ الكثيرون حينما يخلطون بين الحب والتملك وبين الوضوح والغموض والبراءة والشك .. في العلاقة مع الآخر ..
ولعل من الأخطاء الكثيرة التي يقع فيها كل شخص يدخل في علاقة صادقة وجادة مع الآخر سواء كانت حبا أم زواجا أم صداقة .. رغبته الملحه في أن يلتصق بالآخر إلتصاقا شديدا والكشف عن كل تفاصيل نفسيته ومشاعرة وأسرارة التي يرغب بأن تكون منطقة محظورة !!!
والمؤلم أننا كلما حاولنا أن نترك مسافة من التفكير من التأمل من الحرية من الاستقلالية وجدنا هذا الآخر يلتصق بنا أكثر ويلح في القرب أكثر وفي السؤال أكثر ..
حتى لنكاد نشعر بالإختناق .. فالحرص الشديد يقتل أحيانا كالإهمال الشديد .
وبعض الأشخاص حينما يحب أو يتزوج ونظرا لضعف ثقته بنفسه يتوهم أن كل شخص آخر سوف يخطف هذا الحبيب أو الزوج ، وكل تصرف يقوم به الزوج أو الحبيب هو تخطيط للهروب أو التفكير بشخص آخر ، ويدخل في دوامة كبيرة من الوهم الذي يؤدي به الى الشك وسؤ الظن وربما الى هدم كل شئ جميل بينهما .
إن الإهتمام بالآخر ورعايته أمر جميل للغاية لكن لابد أن نعي جيدا أن للآخر حياته المستقله وحيزة الخاص وعالمة المختلف وليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر مدعاة للخوف والقلق والشك والغيرة بل يجب أن تكون مساحة نتركها له حتى يعود لنا أكثر حبا وشوقا وقناعة بأننا نمثل له الدفء والحنان والصدق في زمن الخوف والبرد والزيف .
إن الوهم أخطر أحاسيس النفس البشرية لأنه يجعل المرء يفقد توازنه النفسي ولايعرف أين هو ؟؟ وهل هو يمشي أم متوقف ؟؟
إن الوهم مثل النفق المظلم الذي حينما يدخله المرء يشعر معه بالخوف والقلق والحزن ويفقد كل المتعة والبهجة في هذة الحياة ويظل يدور في حلقة مفرغة من البحث عن حقيقة من لا شئ وعن حكاية من دون حدث وعن حل من دون وجود مسألة أو معضلة .....
إن الطب النفسي يضم في عالمة حكاية توضح كيف أن الوهم حينما يبدأ في داخل المرء ويتغلل في نفسه ويسيطر على تفكيرة يمضي مع الوهم الى طريق آخر من فوضى الشعور وفوضى الحواس وفوضى التفكير فيفقد معه حتى القدرة على الرؤية بوضوح والتمييز بين الحقيقة والسراب ...
تقول الحكاية :
أن هناك رجلا ذهب إلى طبيب نفسي يشكو من اضطرابات نفسية حادة ، وسألة الطبيب عن شكواه تحديدا ، فأخبره المريض أنه يشعر وكأنه حبة قمح وأن الدجاج سيلتهمه ! حاول الطبيب أن يقنع المريض بأن هذا وهم ولا أساس له من الصحة لكنه فشل في إقناعة .
كرر الطبيب النفساني المحاولة بعد عام كامل من المحاولات واستخدام أحدث وسائل العلاج النفسي .. بدأت حالة المريض النفسية تتحسن قليلا وبدأ يشعر أنه تخلص تدريجيا من هذا الوهم القاتل .. وذات صباح حضر المريض الى عيادة الطبيب فرحب به الطبيب وسأله هذا السؤال :
هل أقتنعت الآن أنك لست حبة قمح ؟؟
وأن الدجاج لن يلتهمك ؟؟
أجاب المريض : نعم أقتنعت ، لكن من يقنع الدجاج ؟؟
والوهم والشك وسؤ الظن ينتهي الى هكذا .. حلقة مفرغة من العذاب النفسي والوهم المدمر الذي لا نهاية
م0ن ق0 و0 ل
---------------------------------------------------------------------
اللهم اكفنا شر الشك وسؤ الظن
ودمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم بخير
--------------------------------------------------------------------------------
لكل منا حقيقته التي يحملها داخل دورته الدموية وتطوف معه الأزمنة والأمكنة ، لكل منا حقيقته التي لا يعرفها الا هو فقط .. حقيقة الخير والشر في ذاته والكرم والبخل في نفسه والصدق والكذب في مشاعرة والخوف والحلم والذكريات وكل تلك المغاور والمجاهل السرية داخل كهوف الروح ....
ويبقى الآخر الذي نتعامل معه أيا كان موقعه وقيمته من حياتنا زوجا أم حبيبا أم صديقا أم أخا .. يبقى بيننا وبينه حاجز مثل اللوح الزجاجي منتصب فيما بيننا وبينه ويختلف لون هذا اللوح الزجاجي وطوله وعرضه ولونه باختلاف شخصياتنا وكذلك بأختلاف مشاعرنا تجاه الآخر وقربنا منه نفسيا وجسديا .
ويخطئ الكثيرون حينما يخلطون بين الحب والتملك وبين الوضوح والغموض والبراءة والشك .. في العلاقة مع الآخر ..
ولعل من الأخطاء الكثيرة التي يقع فيها كل شخص يدخل في علاقة صادقة وجادة مع الآخر سواء كانت حبا أم زواجا أم صداقة .. رغبته الملحه في أن يلتصق بالآخر إلتصاقا شديدا والكشف عن كل تفاصيل نفسيته ومشاعرة وأسرارة التي يرغب بأن تكون منطقة محظورة !!!
والمؤلم أننا كلما حاولنا أن نترك مسافة من التفكير من التأمل من الحرية من الاستقلالية وجدنا هذا الآخر يلتصق بنا أكثر ويلح في القرب أكثر وفي السؤال أكثر ..
حتى لنكاد نشعر بالإختناق .. فالحرص الشديد يقتل أحيانا كالإهمال الشديد .
وبعض الأشخاص حينما يحب أو يتزوج ونظرا لضعف ثقته بنفسه يتوهم أن كل شخص آخر سوف يخطف هذا الحبيب أو الزوج ، وكل تصرف يقوم به الزوج أو الحبيب هو تخطيط للهروب أو التفكير بشخص آخر ، ويدخل في دوامة كبيرة من الوهم الذي يؤدي به الى الشك وسؤ الظن وربما الى هدم كل شئ جميل بينهما .
إن الإهتمام بالآخر ورعايته أمر جميل للغاية لكن لابد أن نعي جيدا أن للآخر حياته المستقله وحيزة الخاص وعالمة المختلف وليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر مدعاة للخوف والقلق والشك والغيرة بل يجب أن تكون مساحة نتركها له حتى يعود لنا أكثر حبا وشوقا وقناعة بأننا نمثل له الدفء والحنان والصدق في زمن الخوف والبرد والزيف .
إن الوهم أخطر أحاسيس النفس البشرية لأنه يجعل المرء يفقد توازنه النفسي ولايعرف أين هو ؟؟ وهل هو يمشي أم متوقف ؟؟
إن الوهم مثل النفق المظلم الذي حينما يدخله المرء يشعر معه بالخوف والقلق والحزن ويفقد كل المتعة والبهجة في هذة الحياة ويظل يدور في حلقة مفرغة من البحث عن حقيقة من لا شئ وعن حكاية من دون حدث وعن حل من دون وجود مسألة أو معضلة .....
إن الطب النفسي يضم في عالمة حكاية توضح كيف أن الوهم حينما يبدأ في داخل المرء ويتغلل في نفسه ويسيطر على تفكيرة يمضي مع الوهم الى طريق آخر من فوضى الشعور وفوضى الحواس وفوضى التفكير فيفقد معه حتى القدرة على الرؤية بوضوح والتمييز بين الحقيقة والسراب ...
تقول الحكاية :
أن هناك رجلا ذهب إلى طبيب نفسي يشكو من اضطرابات نفسية حادة ، وسألة الطبيب عن شكواه تحديدا ، فأخبره المريض أنه يشعر وكأنه حبة قمح وأن الدجاج سيلتهمه ! حاول الطبيب أن يقنع المريض بأن هذا وهم ولا أساس له من الصحة لكنه فشل في إقناعة .
كرر الطبيب النفساني المحاولة بعد عام كامل من المحاولات واستخدام أحدث وسائل العلاج النفسي .. بدأت حالة المريض النفسية تتحسن قليلا وبدأ يشعر أنه تخلص تدريجيا من هذا الوهم القاتل .. وذات صباح حضر المريض الى عيادة الطبيب فرحب به الطبيب وسأله هذا السؤال :
هل أقتنعت الآن أنك لست حبة قمح ؟؟
وأن الدجاج لن يلتهمك ؟؟
أجاب المريض : نعم أقتنعت ، لكن من يقنع الدجاج ؟؟
والوهم والشك وسؤ الظن ينتهي الى هكذا .. حلقة مفرغة من العذاب النفسي والوهم المدمر الذي لا نهاية
م0ن ق0 و0 ل
---------------------------------------------------------------------
اللهم اكفنا شر الشك وسؤ الظن
ودمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم بخير