يافا

[صلاح محمود الخداش]

يافا

أنـــا يـافـا وشـطـآنــي = تـعـزِّيـنــي بــأحـزانــــــي
هـنـا كـانـتْ لـنـا جـنـَّةْ = لـهـا شــأنٌ بـوجـدانـــــــي
وهـجِّـرنـا إلـى الـشــرقِ = ونـارُ الـهـجـرِ تـكـويـنـي
سـكـنـَّا تـحـت أشـجـارٍ = لـعــــــلَّ الظِّــلَّ يـؤويـنـــي
فـمـن أوراقـهــا كـانـتْ = طـعـامـاً لـلـمـسـاكـيــــن
تـوجـهـنـا إلـى الـشَّــامِ = وبـعـضٌ نـحـو لـبـنـــــــانِ
عـبـرنـا الـنَّـهـر والـدَّمـعُ = عـلـى الخـديــن نـهــــــــرانِ
حـمـلتُ الطـفـلَ والشَّـيـخَ = ود مـعُ العـيـنِ أسقـانــي
وفـي الوحـداتِ والـبـقـعـةْ = وخـيَّـمـنــا بـعـمَّــــــــانِ
حـصـدتُ القـمـحَ أعـوامـاً = بـــأردنٍّ وحُــــــــــــوران
دهـنـتُ الخـبـزَ بـالزعـتـرْ = ومـاء الـمـقـْرِ أحـيـانــــي
ولـيـلـي كـان فـي البـيـدرْ = وطـعـمُ الـنـومِ جـافـانــي
صـفـيـحُ السـقفِ في اللَّـيـلِ = بـمـاءِ الـثـَّلـج صـحَّـانـي
جعـلـتُ الكـيـسَ مـنـديـلاً = عـلـى رأسـي لـيـحـمـنـي
مـن الأمـطـارِ والـثَّـلـــجِ = ونـارُ الـقـلـبِ تـدفـيـنـــي
بـكـيـت الأرض واشـتـقـتُ = إلـى تـيـنــي وزيـتـونــي
فـمـن يـافـا إلـى صـبــرا = وشـاتـيــلا تـحـاكـيـنــي
يـمـرُّ الـعـيـد والـجــرحُ = أُنـاجـيــه يـنــاجـيـنــي
تـنـقـلـنـا عـلـــى أرضٍ = بــلا هــادٍ وقـبـطـــــــانِ
وقـطِّـعـنـا بـأمـصـــارٍ = ولـم نـرضـخْ لـعـــــتتدوانِ
وجـئـنـا نـحـمـلُ الــرَّد = بـتـصـمـيـمٍ وإيـمـــــــــانِ
كـتـبـتُ الشِّعـرَ مـن دمعـي = وصـوتُ الـقـدسِ نـادانـــي
بـهـدي المصـطـفـى أمشـي = وشـمـسـي نـورُ قـرآنـــي
لأبـنـائــي وأحـفـــادي = عـلـى أرضــي بـأوطـانــي
أراضــي الـسـَّهـل والـوادي = وأجـبـــــالٍ وغــــــــُدرانِ
ومـن بـحـري إلـى نـهـري = وحـِجـرُ الـقـدسِ عـُنـوانـي
أنـا الـمـنـفـيُّ عـن أرضـي = فـلـن أنـسـاك أوطـانـــي
فـلا بـعـدٌ ولا جـــــورٌ = ولا قـتــــــلٌ يُـنـسِّـيـنــــي
ولا مـــالٌ ولا جـــــاهٌ = ولا قـصـــــــرٌ يـسـلِّـيـنــي
أنـا الـمـظـلـوم يـا دنـيـا = ولــي أرضٌ تـنـاديـنـــي
أبـيـتُ الـذُّلَّ والـقـهـــرَ = ولـم أقـبـلْ بـتـوطـيـــني
تـمـسـكـنـا بـمـفـتـاحٍ = لـبـيـتٍ فـي فـلـسـطـيــــنِ
ســواء كـان مـبـنـيـــًّا = بـصـخـرٍ أو عـلـى الـطـيـنِ
أنـا الـمـجـروحُ فـي أرضـي = سـطـورٌ مـن شـرايـيـنـــــي
فـلا شـيءٌ بـلا يـافــــا = ومـعـراجٍ يـُداويــنــــــــي
فـمـن يـُحـيـي لنـا مجـداً = ويـُذكــي نـارَ حـطـِّيـــــــنِ
يـُعـيـد الـقـدسَ لـلـعُـرب = ويـُعـلـي رايــةَ الـدِّيـــــــنِ

للشَّاعر الفلسطيني

صلاح الخداش